تحل اليوم، 5 يوليو، الذكرى السنوية الخامسة لرحيل الفنانة الكبيرة رجاء الجداوي، التي تركت بصمة فريدة لا تُنسى في عالم الفن والموضة والإعلام، برحيلها، فقد الوسط الفني واحدة من أكثر النجمات حضورًا ورقيًا، ليس فقط على الشاشة، بل في حياة كل من عرفها عن قرب أو تابع خطواتها من بعيد.

عرفها الجمهور بضحكتها الهادئة، وكلماتها المنتقاة، وأناقتها التي تحولت إلى علامة مسجلة باسمها، لكنها خلف الأضواء كانت امرأة مليئة بالقصص، بالتجارب، وبالحب الصادق الذي عاشته وقدمته دون تصنع.
قصة حب بدأت من السودان
في أحد لقاءاتها التلفزيونية، استرجعت رجاء الجداوي تفاصيل لقائها الأول بزوجها حارس المرمى حسن مختار، خلال مشاركته في بطولة كأس الأمم الأفريقية عام 1970 بالسودان، وقت أن كانت ترافق خالتها الفنانة تحية كاريوكا، التي كانت تشارك في عرض مسرحي هناك. ورغم عدم اهتمامها بكرة القدم وقتها، لفت انتباهها لاعب يجلس بعيدًا يقرأ كتابًا، لم يكن يعرفها أو يسعى لمجاملتها، وهو ما أثار فضولها.

وسرعان ما تطورت العلاقة بشكل غير تقليدي، حيث بادرها حسن مختار بطلب الزواج قائلًا: "أنا هتجوزك، وعمري ما قلت حاجة ومعملتهاش"، لتبدأ بينهما قصة حب استمرت حتى وفاته، ووصفتها رجاء بأنها كانت شراكة إنسانية حقيقية، رغم بساطة البدايات.
ابنتها تروي كواليس مؤثرة
من جانبها، تحدثت أميرة مختار، ابنة الفنانة الراحلة، عن والدتها في لقاء إعلامي، مؤكدة أن رجاء الجداوي لم تكن تعتبر التمثيل مجرد مهنة، بل رسالة، وأنها حرصت طوال حياتها على تقديم نموذج راقٍ للمرأة المصرية.
وأوضحت أن والدتها كانت متفوقة دراسيًا وتُجيد عدة لغات، وأن دخولها مجال عروض الأزياء والتمثيل جاء بالصدفة، لكنها أخلصت لكل ما قدمته.
لحظات مؤثرة في نهاية المشوار
ذكرت أميرة أن والدتها اضطرت إلى التوقف عن عروض الأزياء عام 1984 بعد إصابتها بمشكلة صحية أثرت على شكلها الخارجي، ووصفت هذا القرار بأنه كان "طلاقًا من حب قديم"، لكنها وجدت شغفها الحقيقي في المسرح والتمثيل، خاصة في الأعمال التي جمعتها بالنجم عادل إمام، والتي كانت تعتز بها كثيرًا.
وفي ختام حديثها، عبرت أميرة عن حزنها لغياب والدتها عن حضور حفلات تخرج أحفادها، متمنية لو أن الذكاء الاصطناعي يمكنه أن يعيد لها لحظة تجمعهم مجددًا، ولو بصورة افتراضية.