أعرب الرئيس الكونغولي فيليكس تشيسيكيدي عن قلقه إزاء تطورات وباء الكوليرا في البلاد، وذلك خلال اجتماع مجلس الوزراء الذي عُقد مؤخرًا، مشيرًا إلى أن أكثر من 700 حالة وفاة سُجلت منذ يناير الماضي، من بينها نحو 30 حالة في العاصمة كينشاسا.
ونقل راديو فرنسا الدولي، في نشرته الإفريقية، عن الرئيس تشيسيكيدي قوله إن أسباب الانتشار السريع للوباء تعود إلى الفيضانات الأخيرة التي ألحقت أضرارًا جسيمة بالبنية التحتية للصرف الصحي، وتسببت في تلويث مصادر مياه الشرب، وتشريد الآلاف، مما عرضهم لظروف معيشية غير صحية.
كما عبّر الرئيس الكونغولي عن قلقه من الأوضاع في المستشفيات ودور الجنائز، والتي باتت تعاني من ضغط شديد نتيجة تزايد الإصابات والوفيات، محذرًا من خطر تفشي الوباء على نطاق أوسع، وداعيًا إلى "تعبئة وطنية واضحة وحازمة" لمواجهته.
وتعاني نحو ثلاثة أرباع المناطق الصحية في كينشاسا – التي يُقدّر عدد سكانها بما بين 17 و20 مليون نسمة – من تفشي الوباء، ويُعد سكان الأحياء الأكثر فقرًا هم الأكثر عرضة للخطر.
وقد كُلفت الحكومة بتفعيل خطة طوارئ صحية، تتضمن النشر العاجل للفرق الطبية، وتوفير مخزونات من المستلزمات الأساسية، وإقامة مراكز علاج متنقلة في المناطق الأكثر تضررًا. ووفقًا لمحضر اجتماع الحكومة، أصدر الرئيس تشيسيكيدي تعليمات بتنفيذ عمليات تطهير شاملة لنقاط توزيع المياه، والأسواق، والمدارس، وغيرها من الأماكن التي تشهد كثافة مرورية عالية.
ومن المتوقع أن تبدأ السلطات في توزيع كميات كبيرة من مياه الشرب، ومستلزمات النظافة الشخصية، ومنتجات معالجة المياه، في الأحياء المتضررة.
وفي مواجهة هذا الوباء المتكرر، أعلنت السلطات كذلك عن تعزيز أنشطة المراقبة الوبائية، وتكثيف الفحوص المجتمعية، وتنفيذ حملات توعية صحية على نطاق واسع.