أدان مسئولو الأمم المتحدة للشئون الإنسانية اليوم الجمعة عمليات قتل الأشخاص في مواقع توزيع المساعدات في قطاع غزة، وذلك عقب مقتل عدد من الأطفال في غارة إسرائيلية استهدفت فلسطينيين ينتظرون في طابور للحصول على مكملات غذائية في وسط غزة أمس.
وقالت المتحدثة باسم مكتب الأمم المتحدة لحقوق الإنسان رافينا شامداساني - للصحفيين في جنيف اليوم - "لقد أثرنا مخاوف بشأن ارتكاب جرائم فظيعة وخطر وقوع المزيد من الجرائم الفظيعة، حيث يصطف الناس للحصول على الإمدادات الأساسية مثل الغذاء والدواء وحيث يتعرضون للهجوم، حيث مرة أخرى.. لديهم خيار بين التعرض للرصاص أو الحصول على الطعام".. وقالت "هذا أمر غير مقبول ومستمر".
وأضافت أن مكتبها لا يزال يحقق في الحادث الذي أُفيد فيه بمقتل 15 فلسطينياً على الأقل، بينهم نساء وأطفال، في غارة أمام عيادة في دير البلح تديرها مجموعة الإغاثة الأمريكية "بروجكت هوب"، وهي منظمة شريكة لمنظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسف).
وردا على سؤال حول مبرر تعريض المدنيين، بمن فيهم الأطفال، لخطر الموت عند استهداف شخص معين، قالت شامداساني إنه على مدار النزاع في غزة، كانت لدى مكتب الأمم المتحدة لحقوق الإنسان مخاوف جدية بشأن احترام المبادئ الأساسية للقانون الإنساني الدولي، بما في ذلك مبدأ التمييز والتناسب.
وتابعت: "لقد رأينا أن نسبة كبيرة من إجمالي عدد القتلى في غزة هم من النساء والأطفال. وهذا يثير مرة أخرى تساؤلات جدية حول ما إذا كانت هذه المبادئ تحترم".
وأصبحت عمليات قتل سكان غزة في مواقع توزيع المساعدات أو حولها وبالقرب من القوافل الإنسانية حدثاً منتظماً في سياق القيود المفروضة على دخول الغذاء والوقود ومواد الإغاثة إلى القطاع، خاصة منذ إنشاء مواقع توزيع الغذاء التي تتجاوز تلك التي تديرها الأمم المتحدة، التي تديرها "مؤسسة غزة الإنسانية".
ولفتت شامداساني إلى أن مكتب الأمم المتحدة لحقوق الإنسان سجل - منذ 27 مايو عندما بدأت "مؤسسة غزة الإنسانية" عملياتها في غزة حتى 7 يوليو - 798 حالة قتل؛ بما في ذلك 615 في محيط مواقع "مؤسسة غزة الإنسانية" و183 يُفترض أنها على طرق قوافل المساعدات.
بدوره، أدان كريستيان ليندماير، المتحدث باسم منظمة الصحة العالمية (WHO) عمليات القتل في مواقع توزيع المساعدات بغزة.. قائلا إنه "بدأت تنفد كلماتي لوصف السيناريو"، مضيفا "عشرات النساء والأطفال والرجال والفتيان والفتيات يُقتلون أثناء حصولهم على الطعام أو في ما يفترض أنها ملاجئ آمنة أو في طريقهم إلى عيادات صحية أو داخل عيادات صحية - هذا يتجاوز بكثير ما هو غير مقبول."
وردا على سؤال حول التعليق على شحنة وقود بلغت 75 ألف لتر إلى غزة يوم الأربعاء، وهي أول شحنة من نوعها منذ أكثر من 130 يوماً، قال ليندماير "بقدر ما هو جيد أن هذه الكمية من الوقود وصلت أخيرا.. لا ينبغي أن نعتمد على أخبار خاصة بشحنات خاصة"، سواء تعلق الأمر بالوقود أو الغذاء أو غيرها من مواد الإغاثة، يجب أن يكون هناك تسليم متكرر إلى غزة للحفاظ على خطوط الحياة مفتوحة، لتزويد سيارات الإسعاف والمستشفيات ومحطات تحلية المياه والمخابز.. كل ما هو ضروري للحفاظ على القليل من خط الحياة مفتوحاً هناك، لتشغيل حاضنات الأطفال".
وقالت رئيسة اليونيسف كاثرين راسل - في بيان أمس - إن قتل العائلات التي تحاول الحصول على المساعدات المنقذة للحياة "أمر لا يغتفر".
في حين، قال المتحدث باسم منظمة الصحة العالمية إن 94 % من المستشفيات في غزة تعرضت الآن لأضرار أو دمرت، بينما يستمر النزوح ويتم دفع المدنيين إلى مساحات أصغر فأصغر.. معربا عن أمله في نتيجة إيجابية لمحادثات وقف إطلاق النار الجارية، واختتم قائلاً: "السلام هو أفضل دواء وفتح الأبواب يبقى الخيار الوحيد الممكن".