أصدر الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء، اليوم الثلاثاء 15 يوليو 2025، العدد رقم (109) من المجلة النصف سنوية "السكان – بحوث ودراسات"، والتي تتناول في هذا الإصدار مجموعة من الدراسات التحليلية المعمقة في قضايا سكانية ومجتمعية هامة ترتبط مباشرة بأهداف التنمية المستدامة 2030 وتحسين جودة الحياة في مصر.
ويتضمن العدد أربع دراسات رئيسية، هي المحددات الاجتماعية والاقتصادية والديموجرافية للحاجة غير الملباة لتنظيم الأسرة، ومستويات واتجاهات الوفيات في مصر في ضوء أهداف التنمية المستدامة، واتجاهات ومعتقدات الأسرة المصرية نحو ختان الإناث (2021)، ودور الأسرة والمجتمع في مواجهة صعوبات التعلم وبعض طرق المعالجة.
سلطت الدراسة الأولى الضوء على العوامل التي تؤدي إلى وجود فجوة بين رغبات النساء المتزوجات في تنظيم الأسرة وبين الحصول الفعلي على وسائل التنظيم، حيث أظهرت النتائج أن ارتفاع مستوى التعليم، والعمل، والتعرض لحملات التوعية، كلها عوامل تقلل من احتمالية وجود حاجة غير ملباة.
كما أظهرت الدراسة أن الخوف من الآثار الجانبية لوسائل تنظيم الأسرة، والعيش في ريف الوجه القبلي ومحافظات الحدود، من أبرز العوامل المرتبطة بزيادة هذه الحاجة.
في دراستها الثانية، تناولت المجلة تحليل اتجاهات الوفيات في مصر خلال عامي 2020 و2021، وخاصة في ظل جائحة كورونا، وبينت النتائج أن أمراض الجهاز التنفسي كانت السبب الرئيسي لوفيات الرضع، بينما سجلت محافظة القاهرة أعلى معدل وفيات للأطفال الرضع، في حين جاءت بورسعيد كأقل المحافظات.
كما كشفت الدراسة عن تراجع كثافة الأطباء في مصر بين عامي 2017 و2020، قبل أن يعاود الارتفاع الطفيف في 2021.
رصدت الدراسة الثالثة مواقف واتجاهات الأسرة المصرية تجاه ختان الإناث، وأظهرت أن الممارسة لا تزال أكثر انتشارًا في ريف الوجه القبلي، في حين ترتبط زيادة الوعي والتعليم بانخفاض نسب الختان ورفضه.
كما كشفت الدراسة أن نسبة مرتفعة من الشباب الذكور ما زالوا يرون أن الختان ضرورة دينية واجتماعية، وأظهرت البيانات ارتفاعًا ملحوظًا في نسبة ممارسة الختان من قِبل أفراد الطواقم الطبية، وخاصة في المناطق الحضرية.
ناقشت الدراسة الأخيرة صعوبات التعلم لدى الأطفال، مؤكدة أن العوامل الوراثية وظروف الولادة تمثلان أسبابًا جوهرية لظهورها، خاصة في المناطق الريفية.
كما أظهرت وجود فجوة في الحصول على الخدمات والأدوات المساعدة بسبب الظروف الاقتصادية، حيث أشار 94.3% من الأسر إلى عدم القدرة المادية كسبب لعدم توفير الأدوات.
وأوضحت الدراسة أن برامج تنمية المهارات أكثر انتشارًا في الحضر مقارنة بالريف، ما يعكس الحاجة لتوسيع تغطية هذه البرامج.
وأكد الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء أن هذا الإصدار من مجلة "السكان – بحوث ودراسات" يأتي في إطار دعم السياسات التنموية، وتوفير البيانات والتحليلات الضرورية لصنّاع القرار، والباحثين، والمهتمين بقضايا السكان والتنمية.