أثار رئيس حزب الوفد، عبد السند يمامة، جدلًا واسعًا بعد تصريحات أدلى بها -على سبيل المزاح- زعم فيها أن "اسم حزب الوفد ورد في القرآن الكريم"، وهو ما قوبل بموجة انتقادات حادة من شخصيات دينية اعتبرت كلامه توظيفًا غير مقبول للنصوص الدينية في سياقات سياسية وشخصية.
"الوفد" في سورة مريم؟
في مقابلة تلفزيونية على قناة "صدى البلد"، مساء الخميس، قال "يمامة" إن اسم حزب الوفد ورد في سورة مريم، مستشهدًا بالآية: "ويوم نحشر المتقين إلى الرحمن وفدًا"، مضيفًا: "وهذا يشير -حسب زعمه- إلى الحزب العريق".
ورغم أن التصريح جاء ضمن سياق بدا مازحًا، حيث أعقبه يمامة بالضحك، فإن ذلك لم يمنع موجة الغضب، التي اعتبرت التصريح استخفافًا بمكانة النصوص القرآنية.
وقال علماء أزهريون إن هذا الاستخدام للآية لا يليق، ويعبّر عن غياب الوعي بخطورة مثل هذه المزاعم.
هجوم ديني واسع: القرآن ليس مادة للدعاية
الشيخ محمد أبو بكر جاد الرب، العالم الأزهري، علّق على تصريحات "يمامة" بمنشور عبر حسابه على "فيسبوك"، قال فيه:"إن قصد الكلام فتلك مصيبة، وإن لم يقصد فالمصيبة أعظم، والقرآن لا يجوز استخدامه لخدمة أغراض الأشخاص والأهواء. أدعو القائل إلى التوبة والاستغفار والندم".

وأضاف أن مثل هذا التوظيف للآيات يدخل في دائرة ما حذّر منه القرآن الكريم، مستشهدًا بالآية:"وَلَئِن سَأَلْتَهُمْ لَيَقُولُنَّ إِنَّمَا كُنَّا نَخُوضُ وَنَلْعَبُ ۚ قُلْ أَبِاللَّهِ وَآيَاتِهِ وَرَسُولِهِ كُنتُمْ تَسْتَهْزِئُونَ..."
من جهته، أكد الشيخ مظهر شاهين، عضو المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية، أن ألفاظ القرآن لا يجوز تحميلها على أسماء أو كيانات سياسية معاصرة.

وقال شاهين عبر حسابه على "فيسبوك":"كتاب الله أسمى من أن يُزج به في تبرير الانتماءات أو يُسقط على واقع حزبي. سواء قيل الكلام مزاحًا أو طرافة، فهو غير مقبول، لأن كلام الله أقدس وأعظم من أن يُمزح به أو يُستخدم في غير موضعه".
وأضاف: "فلنُبقِ للقرآن هيبته ومكانته، ولنحفظ له حرمته في القلوب والألسنة، ولنجعل منه مرجعية للهداية لا مجالًا للمزاح أو الاجتهاد غير المنضبط".
تراجع وتوضيح
وفي ظل الجدل المتصاعد، أصدر عبد السند يمامة بيانًا لاحقًا أعلن فيه سحب التصريح.
وقال في بيانه: "لا علاقة لحزب الوفد ككيان سياسي بالقرآن الكريم، وما قصدته تحديدًا هو لفظ (الوفد) بمعناه اللغوي، لا الحزب ذاته من حيث النشأة أو النشاط السياسي".