تواصلت الاشتباكات في الجنوب السوري بين قوات من العشائر العربية وعدد من الجماعات الدرزية في محافظة السويداء، وسط تحركات من قبل السلطات السورية لاحتواء النزاع بين الجانبين، والعمل على إعادة الاستقرار إلى المنطقة في أقرب وقت ممكن، ترجمها الإعلان عن وقفٍ شاملٍ لإطلاق النار في جميع المناطق.
أوضاع مشتعلة
واشتعلت الأوضاع بعد هدوء نسبي، الجمعة، بعد أن ارتكبت جماعات درزية تابعة لحكمت الهجري، أحد مشايخ الدروز في السويداء، تهجير عدد من أبناء عشائر البدو من السنة.
وإثر ذلك، أعلنت عشائر عربية تحركها نجدة لعشائر البدو، الذين ارتُكبت مجازر وانتهاكات بحقهم.
ووقعت اشتباكات بين قوات العشائر العربية وجماعات درزية في محافظة السويداء جنوبي سوريا.
وفي ضوء ذلك، بدأت قوى الأمن الداخلي بالانتشار في محافظة السويداء - حسب ما أفادت به وزارة الداخلية السورية - التي قالت إن ذلك يأتي "في إطار مهمةٍ وطنية، هدفها الأول حماية المدنيين ووقف الفوضى".
وأكدت الداخلية أن "الدولة، بكل مؤسساتها السياسية والأمنية، ماضية في مساعيها لاستعادة الأمن والاستقرار في السويداء".
وشددت على أن قوى الأمن ستسخّر كل طاقاتها سعيًا لوقف الاعتداءات وحالة الاقتتال، وإعادة الاستقرار إلى المحافظة.
ويأتي ذلك بعد سويعات من بيان صادر عن الرئاسة السورية أُشير فيه إلى أن الجهات المختصة تعمل على إرسال قوة متخصصة لفض الاشتباكات وحل النزاع ميدانيًا، بالتوازي مع إجراءات سياسية وأمنية تهدف إلى تثبيت الاستقرار وضمان عودة الهدوء إلى المحافظة في أسرع وقت.
وبحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان، ارتفعت حصيلة القتلى جراء الاشتباكات المشتعلة منذ الأحد الماضي، إلى 718 قتيلًا.
إنسانيًا، أكد المرصد السوري أن الوضع الإنساني في السويداء آخذ في التدهور، وسط انقطاع تام للاتصالات والإنترنت، وخروج جميع المستشفيات عن الخدمة نتيجة القصف الكثيف والاشتباكات المتواصلة. وكشف أن المدينة شهدت أعمال نهب وسرقة زادت من معاناة السكان، في ظل غياب تام للخدمات الطبية والغذائية.
وقف لإطلاق النار
في الأثناء، أعلنت رئاسة الجمهورية السورية وقفًا شاملًا لإطلاق النار في جميع المناطق، استجابةً للظروف الدقيقة التي تمر بها البلاد، وحرصًا على حقن الدماء وحماية وحدة الأراضي السورية وسلامة شعبها.
وأهابت رئاسة الجمهورية بالجميع فسح المجال أمام الدولة السورية، ومؤسساتها وقواتها، لتطبيق هذا الوقف بمسؤولية، وبما يضمن تثبيت الاستقرار ووقف سفك الدماء.
ودعت "جميع الأطراف، دون استثناء، إلى الالتزام الكامل بهذا القرار، ووقف كافة الأعمال القتالية فورًا في جميع المناطق، وضمان حماية المدنيين، وتأمين وصول المساعدات الإنسانية دون أي عوائق".
وحذّرت من أي خرق لهذا القرار، وسيُعد ذلك انتهاكًا صريحًا للسيادة الوطنية، وسيواجه بما يلزم من إجراءات قانونية وفقًا للدستور والقوانين النافذة.
اتفاق مع إسرائيل
بدوره، أعلن المبعوث الأميركي إلى سوريا، توماس باراك، عن اتفاق لوقف إطلاق النار بين سوريا وإسرائيل.
وقال المبعوث إن "الطرفين السوري والإسرائيلي، بدعم من الولايات المتحدة، اتفقا على وقف إطلاق نار تبنّته تركيا والأردن وجيرانهما".
واستغلت إسرائيل هذه الأزمة الداخلية؛ لتهاجم أهدافًا استراتيجية في الأراضي السورية، بذريعة حماية الدروز.