أعلنت هيئة الطيران المدني في سنغافورة عن تأسيس "مركز آسيا والمحيط الهادئ للطيران المستدام"، بهدف تطوير البحوث السياسية وتعزيز التعاون وبناء القدرات في قطاع الطيران المستدام، في ثالث مبادرة من نوعها متعددة الأطراف يتم تأسيسها في سنغافورة خلال عام لدعم إنتاج وقود الطائرات المستدام في منطقة آسيا والمحيط الهادئ.
وأشارت الهيئة إلى تعيين فيليب جوه، المسؤول السابق في الخطوط الجوية السنغافورية والاتحاد الدولي للنقل الجوي، رئيسًا تنفيذيًا للمركز، كما تم تشكيل مجلس استشاري يضم شركات عالمية من بينها "إيرباص" الأوروبية و"بوينج" الأمريكية، بالإضافة إلى شركات النفط العالمية "شيفرون" و"إكسون موبيل"، وعملاق صناعة الوقود المتجدد "نيستي"، إضافة إلى منصة الاستثمار المستدام التابعة لحكومة سنغافورة "جين زيرو".
وفي سياق متصل، أعلنت شركة "دي إتش إل إكسبرس" العالمية للشحن الجوي عن عزمها شراء 7,400 طن، أي ما يعادل 9.5 مليون لتر، من الوقود المتجدد "ساف" غير المخلوط من منشأة "نيستي" في سنغافورة خلال العام المقبل، بحسب ما نقلته منصة "جرين إير" الإخبارية المعنية بقطاع الطيران.
وقالت هيئة الطيران المدني السنغافورية، في بيان، "إن الطلب على السفر الجوي في منطقة آسيا والمحيط الهادئ مرشح للتضاعف ثلاث مرات بحلول عام 2045، مشيرة في الوقت نفسه إلى التزام دول المنطقة بالعمل المناخي كقضية وجودية، ودعمها لهدف منظمة الطيران المدني الدولي المتمثل في الوصول إلى صافي انبعاثات كربونية صفرية في الطيران الدولي بحلول عام 2050.
وأكد هان كوك خوان المدير العام لهيئة الطيران المدني في سنغافورة أن انخراط هذه الأطراف الاستشارية الكبرى يعكس التزامها بتحقيق قطاع نقل جوي أكثر استدامة، وثقتها في قدرة المركز الجديد على إحداث تغيير ملموس في منطقة آسيا والمحيط الهادئ.
ووقعت الأطراف المشاركة اتفاق تأسيس مركز آسيا والمحيط الهادئ للطيران المستدام في سنغافورة خلال انعقاد "المنتدى العالمي للطيران والملاحة البحرية"، الذي حضره الأمينان العامان لمنظمة الطيران المدني الدولي، إلى جانب وزراء نقل ومسؤولين كبار وقادة صناعة عالميين، حيث ناقشوا التحديات والفرص في "بيئة تشغيلية عالمية جديدة".
كما عقد المركز والمجلس الاستشاري اجتماعات مائدة مستديرة مع الأمين العام لمنظمة الطيران المدني الدولي خوان كارلوس سالازار، وأكثر من 20 مديرًا عامًا لهيئات الطيران المدني في منطقة آسيا والمحيط الهادئ، لمناقشة الأولويات والخطط الوطنية، ودور المركز الجديد في دعمها.
ومن المقرر أن يعمل المركز في عامه الأول على إجراء أبحاث سياسات في مجالات تشمل الوقود النظيف للطيران، وحسابات الكربون، وتطوير أسواق الكربون، والتمويل الأخضر، كما سيقوم بالتواصل مع الدول وهيئات الطيران المدني لفهم احتياجاتها، وكيف يمكن للمركز أن يساندها.
ويسعى المركز أيضًا إلى الاستفادة من خبرات القطاع الخاص والجامعات لدعم مبادرات الطيران المستدام، وإطلاق مشاريع ودراسات وتجارب مشتركة مع شركاء متعددي الأطراف، وتنظيم برامج لبناء القدرات ومؤتمرات مهنية، لتعزيز معرفة الكوادر العاملة في سلطات الطيران، وبناء شراكات مستدامة بين مختلف الجهات المعنية.