تضم القاهرة، عاصمة مصر لأكثر من ألف عام، عددًا كبيرًا من الشوارع والميادين التاريخية التي يعود تاريخها إلى قرون وتعد هذه الأماكن مقصدًا للعديد من السياح، لما تحمله من طابع جمالي وأهمية ثقافية وتاريخية، مما يجعلها من أبرز معالم القاهرة السياحية والتاريخية.
هذه الشوارع التاريخية ليست مجرد معابر، بل تحكي حكايات ملوك ومفكرين وفنانين، ويقصدها الزوار من داخل مصر وخارجها للاستمتاع بجمالها وعبقها التراثي، فهي من أبرز معالم القاهرة، تجمع بين سحر الماضي ونبض الحاضر، وتشكل عنصرًا أساسيًا في خريطة السياحة الثقافية للمدينة، ومنها شارع محمد باشا مظهر.
يعد شارع محمد مظهر واحدًا من أشهر شوارع حي الزمالك في القاهرة، ويبدأ من تقاطع شارع 26 يوليو، وينتهي عند رأس جزيرة الزمالك.
سمي الشارع بهذا الاسم نسبة إلى محمد باشا مظهر، المهندس المصري الذي اختاره محمد علي باشا ليكون ضمن أولى البعثات الدراسية التي أُرسلت إلى فرنسا عام 1826، لدراسة الهندسة البحرية.
ويُعتبر محمد مظهر مؤسس منارة الإسكندرية، كما شارك في إنشاء حوض لترميم السفن، وساهم في تنفيذ مشروع القناطر الخيرية، التي صُنفت كإحدى المعجزات الهندسية في عصرها. وتولى منصب ناظر الأشغال العمومية عام 1867.
وقد قال عنه الدكتور كلوت بك، مؤسس مدرسة الطب في مصر "القصر العيني حاليًا": "مظهر أفندي لنا الحق أن نفخر به، وهو المهندس المصري الذي تلقى العلم في فرنسا، ويوجب مدحه والثناء عليه".
ويُعد شارع محمد مظهر مقرًا للعديد من السفارات، منها سفارات السويد، بورما، المجر، الجزائر، والبحرين.
كما يضم الشارع مكتبة القاهرة الكبرى، التي كانت في الأصل قصرًا للأميرة سميحة بنت السلطان حسين كامل، وقد تحوّل القصر إلى مكتبة عامة بتكلفة بلغت نحو أربعة عشر مليون جنيه مصري، وتضم المكتبة كل ما كُتب عن مدينة القاهرة منذ نشأتها.
وتحتوي المكتبة على مجموعة من الخرائط والوثائق الهامة، التي عجزت الإدارة عن العثور على أصولها، فقامت بتصويرها، لتصبح المكتبة بذلك أول مكتبة متخصصة من نوعها في مصر.