الأربعاء 23 يوليو 2025

عرب وعالم

جوتيريش: أهداف التنمية المستدامة ليست حلما بل خطة للأجيال القادمة

  • 22-7-2025 | 11:50

جوتيريش

طباعة
  • دار الهلال

أكد الأمين العام للأمم المتحدة "أنطونيو جوتيريش"، أن أهداف التنمية المستدامة ليست حلما، بل إنها خطة للوفاء بوعودنا تجاه الفئات الأكثر ضعفا، وتجاه بعضنا البعض، وتجاه الأجيال القادمة.

وأشار جوتيريش- خلال افتتاح الجزء الوزاري للمنتدى السياسي رفيع المستوى لأهداف التنمية المستدامة- إلى أن أهداف التنمية المستدامة الخمسة التي يركز عليها المنتدى وهي الصحة الجيدة، والمساواة بين الجنسين، والعمل اللائق، والحياة تحت الماء، والشراكات العالمية، وأن جميع هذه الأهداف أساسية. وجميعها مترابطة. وجميعها يُمكن أن تُحفز التغيير في أهداف أخرى.

وفيما يتعلق بالصحة.. شدد الأمين العام على ضرورة تعزيز الاستثمار في التغطية الصحية الشاملة، المتجذرة في الرعاية الأولية القوية والوقاية، والوصول إلى الفئات الأكثر تخلفا عن الركب أولا. أما عن المساواة بين الجنسين، فحذر من أن "الفجوات لا تزال واسعة"، لكنه أشار إلى الزخم المتزايد من الحركات الشعبية والإصلاحات الوطنية.

وعن العمل اللائق.. قال "جوتيريش": "يعمل أكثر من ملياري شخص في وظائف غير رسمية، وتشهد بطالة الشباب ارتفاعا مستمرا"، لكنه أكد أنه "لدينا الأدوات اللازمة لتغيير هذا الوضع". وعن الحياة تحت الماء، دعا إلى الوفاء بالتزامات مؤتمر نيس للمحيطات لحماية النظم البيئية البحرية ودعم ملايين البشر الذين يعتمدون عليها.

وأضاف: "فيما يتعلق بالشراكات العالمية نحتاج إلى تعزيز جميع العناصر التي يمكن أن تدعم التقدم. وهذا يعني الاستثمار في العلوم والبيانات والقدرات المحلية".

وأوضح جوتيريش، أن المنتدى يهدف إلى تجديد الوعد المشترك بالقضاء على الفقر، وحماية كوكب الأرض، وضمان الرخاء للجميع. وأضاف: "ندرك الروابط الوثيقة بين التنمية والسلام. نجتمع في ظل صراعات عالمية تصعِب تحقيق أهداف التنمية المستدامة".

وقدم أمثلة على ما وصفه بـ "المؤشرات على أن تعددية الأطراف قادرة على تحقيق النتائج"، بما في ذلك اعتماد جمعية الصحة العالمية اتفاقا بشأن الوقاية من الجوائح، والالتزامات والاتفاقات في كل من مؤتمر الأمم المتحدة الثالث للمحيط الذي انعقد في نيس، والمؤتمر الدولي الرابع لتمويل التنمية الذي احتضنته إشبيلية.

وأكد جوتيريش أنه لهذا السبب يجب مواصلة العمل من أجل السلام في الشرق الأوسط، مشددا على الحاجة إلى وقف فوري لإطلاق النار في غزة والإفراج الفوري عن جميع الرهائن ووصول إنساني دون عوائق كخطوة أولى لتحقيق حل الدولتين، واستمرار وقف إطلاق النار بين إيران وإسرائيل، وسلام عادل ودائم في أوكرانيا، ووضع حد للرعب وإراقة الدماء في السودان.

وقال أمين عام الأمم المتحدة، إن الناس يحققون النجاح عندما نوجه طاقاتنا نحو التنمية، لكنه حذر من أنه يتعين علينا أن نواجه واقعا قاسيا، مشيرا إلى أن 35 في المائة فقط من مقاصد أهداف التنمية المستدامة تسير على الطريق الصحيح أو تحرز تقدما متواضعا. ما يقرب من نصفها يتحرك ببطء شديد. و18 في المائة منها تتراجع.

ودعا الأمين العام إلى مواصلة البناء وتعزيز وتوسيع نطاق الشراكات التي تحقق النتائج. وأشار أيضا إلى أن المراجعات الوطنية الطوعية- وهي العمود الفقري لهذا المنتدى- ليست مجرد تقارير. إنها أعمال مساءلة. إنها رحلات لاكتشاف الذات بينما تتطور الدول وتبنى.

ومع بقاء خمس سنوات على الموعد النهائي لتحقيق أهداف التنمية المستدامة في 2030، قال "جوتيريش" إن الوقت حان لتحويل شرارات التحول إلى "شعلة تقدم لجميع الدول"، داعيا إلى تحقيق أهداف التنمية "من أجل الناس ومن أجل الكوكب".

ويعقد المنتدى السياسي رفيع المستوى لأهداف التنمية المستدامة برعاية المجلس الاقتصادي والاجتماعي. وأشار رئيس المجلس "بوب راي" إلى أن منتدى هذا العام يعقد بالتزامن مع احتفال الأمم المتحدة بالذكرى الثمانين لتأسيسها، "وهي مناسبة تاريخية تدعو إلى الاحتفال والتأمل الجاد".

وعبر عن دعمه لمبادرة الأمم المتحدة 80 التي أعلنها الأمين العام لجعل الأمم المتحدة قادرة على تحقيق غرضها، وتعزيز فعاليتها في مواجهة التحديات العالمية المعقدة، وقال إنه يجب التأكيد مجددا على أهمية الأمم المتحدة من خلال النتائج، بإظهار أن تعددية الأطراف تُحقق فوائد حقيقية وملموسة للناس على جميع مستويات المجتمع، مضيفا: "هذا يشمل العمل بشكل أوثق مع المجتمع المدني والقطاع الخاص والشباب والشعوب الأصلية، وخاصة الحكومات المحلية، لأن هذه هي المجالات التي تُنفَذ فيها أهداف التنمية المستدامة".

وأوضح أن تعزيز الملكية الوطنية لأهداف التنمية المستدامة أمر أساسي، مشيرا إلى أن هذا يعني دمجها في خطط التنمية الوطنية وميزانياتها وسياساتها - ليس كإضافات، بل باعتبارها جوهر الطريقة التي تخدم بها الحكومات شعوبها.

وصرح رئيس المجلس "بوب راي" بأن الإعلان الوزاري – وهو الوثيقة الختامية للمنتدى – يسعى إلى "تجسيد تصميمنا الجماعي على تعزيز العمل متعدد الأطراف، وتعزيز التعاون الدولي، وتحقيق تقدم ملموس للناس والكوكب"، حسب قوله.

من جانبه.. أشار رئيس الجمعية العامة للأمم المتحدة "فيليمون يانج"، في مستهل كلمته في افتتاح الجزء الوزاري للمنتدى، إلى التزامات كل من مؤتمر إشبيلية لتمويل التنمية وميثاق المستقبل الذي تم اعتماده العام الماضي، قائلا: "يمكن للمنتدى السياسي رفيع المستوى أن يصبح منصة تُوازِن هذه الالتزامات مع العمل السياسي، مسترشدا بالعلم والإنصاف". ودعا الدول الأعضاء إلى دعم اعتماد الإعلان الوزاري للمنتدى بتوافق الآراء. وأشار "يانج" إلى شعار المنتدى هذا العام وهو "تعزيز حلول مستدامة وشاملة وقائمة على العلم والأدلة لخطة التنمية المستدامة لعام 2030 وأهداف الخطة لضمان عدم تخلف أحد عن الركب".

وقال إن شعار هذا العام يذكرنا بأن الحلول القائمة على العلم والأدلة يجب أن توجه جهودنا، مضيفا: "هذا يعني تسخير البيانات، ونشر التقنيات الجديدة، والاستفادة من المعرفة المحلية - لا سيما من الفئات المهمشة والضعيفة". ودعا رئيس الجمعية العامة إلى استخدام هذا المنتدى لتجديد الالتزام بالعلم والتضامن وعدم ترك أحد يتخلف عن الركب.

أخبار الساعة

الاكثر قراءة