لقى إعلان فرنسا عزمها الاعتراف بالدولة الفلسطينية في سبتمبر المقبل ترحيبًا واسعًا على الصعيد الدولي، باعتباره خطوة تدعم جهود حل الدولتين، وتمهد لإقامة دولة فلسطينية على حدود الرابع من يونيو 1967، في ظل رفض أمريكي وإسرائيلي لهذه الخطوة.
ويأتي الإعلان الفرنسي بعد يوم واحد من تصويت "الكنيست" الإسرائيلي لصالح مقترح يقضي بضم الضفة الغربية.
وعند تنفيذ الخطوة الفرنسية المرتقبة، سيرتفع عدد الدول الأعضاء في الأمم المتحدة التي تعترف بالدولة الفلسطينية إلى 147 دولة، أي ما يمثل نحو 75% من إجمالي المجتمع الدولي.
في السياق ذاته، أبدى السفير جمال بيومي، مساعد وزير الخارجية الأسبق، تحفظه على إعلان الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون اعتزام بلاده الاعتراف بالدولة الفلسطينية في سبتمبر المقبل، متسائلًا عن سبب تأجيل القرار بدلًا من إعلانه الفوري.
وقال بيومي، في تصريحات لـ"دار الهلال"، إنه "حين يحين الموعد وتتخذ فرنسا القرار رسميًا، يمكن حينها الحديث عن إيجابيات الخطوة"، مشيرًا إلى أن الدول الأوروبية "هي من غرست إسرائيل في منطقتنا، وبالتالي فإنها تتحمل وزر ما صنعته".
وأضاف أن الاعتراف الفرنسي، إذا تم، ستكون له تداعيات إيجابية، خاصة على الصعيد الإعلامي، وكلها تصب في مصلحة القضية الفلسطينية.
وأكد بيومي أن غالبية الدول التي تدعم حل الدولتين هي في الأساس حليفة لإسرائيل، وذلك انطلاقًا من رؤية مستقبلية تشير إلى أن الفلسطينيين سيصبحون أكثر عددًا من الإسرائيليين، لا سيما في ظل ارتفاع معدلات الهجرة العكسية من إسرائيل، وهو ما يثير قلقًا في الأوساط الإعلامية هناك.
كما أعرب عن استغرابه من موقف إسرائيل والولايات المتحدة الرافض للإعلان الفرنسي، قائلًا: "نعلم أنهم يمارسون البلطجة، لكن ليس بهذا الشكل وعلى هذا النحو أمام العالم".
وفيما يتعلق بتوقيت الإعلان الفرنسي، أوضح بيومي أنه يتزامن مع قرار "الكنيست" الإسرائيلي بفرض السيطرة على الضفة الغربية، وهو ما يقوّض أي فرصة لتسوية القضية الفلسطينية ويجهض عملية السلام.
واختتم بيومي حديثه بالتأكيد على أن إتمام المبادرة الفرنسية سيخدم القضية الفلسطينية، ويدعم جهود الحل العادل والتسوية الشاملة لها.
الإعلان الفرنسي
وأعلن الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، أمس، أن بلاده قررت أن تعترف بدولة فلسطين، وذلك وفاءً بالتزامها التاريخي بسلام عادل ودائم في الشرق الأوسط، على حد قوله.
وأشار الرئيس الفرنسي إلى أنه سيُعلن ذلك بشكل رسمي خلال الجمعية العامة للأمم المتحدة في سبتمبر المقبل.