تنفرد العاصمة اللبنانية بيروت بمقوماتها السياحية التي لا تقارن بباقي المدن المجاورة، حيث هناك ستجد العديد من الأماكن السياحية التي تمتاز دائما بالمرح والحيوية وأيضاً النشاط الدائم فيها، من خلال استقبال العديد من السياح للاستمتاع بقضاء عطلتهم والتجول بين مناطق السياحية والتمتع بهوائها الطلق وأيضًا بالتسوق في مولاتها ومراكزها التجارية، ولما لا والمدينة ملقبة بــ"باريس الشرق"؛ لضمها العديد من الأماكن التاريخية والتراثية التي تزيد من جمال ورقي المدينة العريقة، ومن ضمن أشهر الأماكن السياحية التي تنفرد بشهرتها الخاصة بين العديد من الأماكن السياحية والتراثية هي "صخرة الروشة" بيروت.
وتُعد صخرة الروشة من أهم المعالم السياحية المشهورة في المدينة، وتحمل اسم المنطقة التي تتواجد فيها وهي الروشة القابعة على شاطىء شرق البحر الأبيض المتوسط نقطة الإلتقاء الأبرز بين شرق وغرب دول العالم.
وترمز الصخرة إلى مدى عراقة هذه المدينة العربية التي أشتهرت وذاع صيتها خلال العصور الهلسنكية والفرعونية والرومانية واليونانية الموغلة في الزمن وتتكون من صخرتين، وتمت تسميتها بهذا الاسم نسبة إلى اللغة الآرامية التي تترجم كلمة "الروش" بكلمة الرأس؛ إلا أن بعض الباحثين يرون أن اللفظة جاءت من أصل فرنسي، حيث تعني كلمة "روش" باللغة الفرنسية الصخرة، ويرجح البعض أن التسمية لم تطلق عليها إلا خلال فترة الحكم الفرنسي للبنان، وتم تشيد تلك الصخرة نتيجة ضربات متعددة من الزلازل في بحر بيروت الغربي والتي أدى إلى قضاء العديد من الجزر المأهولة وظهور محلها صخور كبيرة.
ويشير علماء الجولوجيا إلى أن صخرة الروشة أنفصلت عن اليابسة بفعل الزلازل التي ضربت مدينة بيروت عبر العصور الغابرة وتتكون صخرة الروشة من كتلة صخرية كبيرة هائلة مجوفة في الوسط ويبلغ إرتفاع قمتها ما يقارب الــ 70 مترا وفي الإتجاه المقابل توجد إلى جانبها صخرة مدببة أقل ارتفاعا تبلغ حوالي 25 مترا كانت قد تأثرت بعوامل مناخية وطبيعية مختلفة عبر الأزمنة والعصور المنصرمة.
وباعتبار صخرة الروشة معلما من أهم معالم بيروت فإنه ما من أحد زار لبنان من المسؤولين والدبلوماسيين ورجال الفكر والإعلام والصحافة والسياح والتجار ورجال الأعمال والرياضيين وغيرهم إلا ومر سواء عبر رحلته الجوية أو البحرية وفي العديد من الأحيان البرية إلى لبنان بهاتين الصخرتين العملاقتين الجميلتين وشاهدهما بأم العين.
وتستقبل صخرة الروشة العديد من السياح للاستمتاع برؤية الصورتين وأخذ بعض الصور التذكارية لها، كما يتاح لهم الجول بين الصخرتين لمشاهده بعض التحويفات الموجودة بهما، كما كانت صخرة الروشة على مدى السنين مكاناً لتنظيم النشاطات الوطنية والاجتماعية والرياضية وغيرها، إذ قام بتسلقها بعض المغامرين والهواة، واعتلت صخرتها أعلام ويافطات لها دلالات ومناسبات، حتى أن بعض المرشحين للانتخابات النيابية اللبنانية وضعوا خلال فترة الحرب الأهلية صورهم عليها.
وعلى السواحل المطلة على الصخرة يمارس المواطنون رياضة المشي والركض، واستئجار الدراجات النارية والهوائية والقيام بجولة مميزة، وستستمتع أيضا بتناول بعض الحلويات والمأكولات الشعبية التي يقوم ببيعها الباعة المتجولين على طول الساحل.
كما تقام في منطقة الروشة العديد من الفعاليات والأنشطة الترفيهية الثقافية والرياضية وعدد من المهرجانات والخطابات، ويقوم بعض الهواة بتسلق الصخرة، ويتوافد إليها الكثير من الرسامين والعازفين الجوالين، كما يوجد هناك عدد كبير من المقاهي المطلة على الصخرة والبحر، والمطاعم التي تقدم أشهر أنواع المأكولات اللبنانية، والوجبات من مختلف المطابخ العالمية، وأشهى أنواع المأكولات البحرية.
وتمتاز صخرة الروشة بقربها من العديد من المعالم التاريخية والطبيعية البارزة مثل كورنيش بيروت وشارع الحمراء وقصر سرسق ومتحف الجامعة الأمريكية، وغيرها الكثير من الأماكن السياحية المميزة.
وتقطن الصخرة صيفاً وشتاء أعداد هائلة من الطيور كالنورس واليمام، وتحتوي على أعشاب خضراء وحشرات صغيرة تقتات منها الطيور، كما يصعب على الزائر الصعود إليها فيكتفي بمشاهدتها من على الأرصفة المجاورة، وتكمن روعتها في مشاهدتها عن بعد خاصة وقت غروب الشمس
وكانت "صخرة الروشة" مرسومة على العملة الورقية فئة عشر ليرات آخر إصدار منها 1986 وعلى ورقة نقدية من فئة 100 ألف ليرة لبنانية صدرت بتاريخ 7 ديسمبر 2020، في مناسبة مرور 100 عام على إعلان دولة لبنان الكبير .