نظم مكتب ترويج الاستثمار والتكنولوجيا التابع لمنظمة الأمم المتحدة للتنمية الصناعية (اليونيدو) على هامش المؤتمر الدولي لتمويل التنمية، فعالية حملت عنوان: "إطلاق العنان لريادة الأعمال والابتكار من خلال الشمول المالي الذكي بهدف تحقيق أهداف التنمية المستدامة".
وبحسب مركز إعلام الأمم المتحدة،قال الدكتور هاشم حسين،رئيس مكتب اليونيدو لترويج الاستثمار والتكنولوجيا، إن النقاش تركز على الدور المحوري للمؤسسات المالية والقطاع الخاص في تنمية رواد الأعمال، خاصة في المناطق التي تعصف بها النزاعات.
استعرض الدكتور حسين تجربة اليونيدو الرائدة من خلال برنامج تعزيز الاستثمار في تنمية المشاريع بالبحرين، وهو نموذج قال إنه أثبت نجاحه وانتشر ليطبق اليوم في أكثر من 56 دولة حول العالم، محققا إنجازات ملموسة في دعم ريادة الأعمال.
وأكد أن توصيات حلقة النقاش سترفع إلى الجمعية العامة للأمم المتحدة، بهدف بحث السبل الكفيلة بدعم وتمكين الشباب والمرأة، لا سيما في مناطق النزاعات، إدراكا لدور منظمات الأمم المتحدة في مساندة الدول التي تمر بأزمات .
من جانبها، أكدت مدير إدارة التنمية المستدامة والتعاون الدولي بجامعة الدول العربية "ندى العجيزي" أهمية مواكبة آخر المستجدات في مجال التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي.
وقالت: " كان من المهم أن نطلع على آخر المستجدات في مجال التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي وكيفية استخدام التكنولوجيا في إيجاد وسائل مبتكرة للتمويل، وكيف يمكننا أن نساعد الشباب والمرأة في مجال ريادة الأعمال، وخاصة في المنطقة العربية التي تعاني فيها العديد من الدول من نزاعات".
وأشارت إلى الاستفادة من النماذج المضيئة في الدول الأفريقية، معربة عن تفاؤلها بنجاح المؤتمر وعزمها على البدء في تطبيق توصياته فور العودة.
بدوره، أشار الأمين العام لاتحاد الغرف العربية الدكتور خالد حنفي، إلى وجود فجوة التمويل الهائلة في مجال التنمية والتي تقدر بـ 4.2 تريليون دولار. ولردم هذه الفجوة، دعا إلى تغيير جذري في النهج، بالاعتماد على المبادرات والابتكار.
شدد الدكتور خالد حنفي، على ضرورة الاستفادة من مبادرة "الاقتصاد الثلاثي" التي تدمج بين:الاقتصاد البرتقالي: القائم على المواهب، الذكاء الاصطناعي، والرقمنة. الاقتصاد الأخضر: المعني بالبيئة وجعل الكوكب أفضل للأجيال القادمة. الاقتصاد الأزرق: المرتبط بالبحار والمحيطات.
وأكد "حنفي" إيمان الاتحاد بأن القطاع الخاص هو القاطرة الحقيقية للتنمية في المنطقة العربية، حيث يساهم بنسبة 75% من الناتج المحلي الإجمالي ويوفر النسبة نفسها من الوظائف. وشدد على أن ريادة الأعمال ليست مجرد إيجاد فرص عمل فردية، بل هي بناء نظام بيئي متكامل يطلق العنان لطاقات عظيمة تحقق فوائد جمة للأفراد والمجتمعات بأسرها.
كان مؤتمر تمويل التنمية التاريخي في إشبيلية قد اختتم أعماله بشعور متجدد بالتصميم والتركيز على العمل الذي يمكن أن يغير حياة الناس في جميع أنحاء العالم.
وقدم المؤتمر استجابة قوية تمثلت في وثيقة نتائج موحدة تركز على الحلول وتؤكد التزامات أديس أبابا التي قُطعت قبل عقد من الزمان، والتي تسعى إلى "إحياء روح الأمل" من خلال أهـداف التنمية المستدامة، وتظهر أن التعاون متعدد الأطراف لا يزال مهما ولا يزال يعمل.