الإثنين 28 يوليو 2025

تحقيقات

بعد إجراء المشاورات.. الولايات المتحدة تؤكد استئناف مفاوضات وقف إطلاق النار في غزة

  • 27-7-2025 | 14:33

قطاع غزة

طباعة
  • محمود غانم

لم تمضِ أيام على انسحاب إسرائيل والولايات المتحدة من مفاوضات وقف إطلاق النار حتى عادوا إليها من جديد يجرّون أذيالهم، مما يؤكد صحة حديث المصادر الذي يشير إلى أنها كانت خطوةً تكتيكية، لا أكثر، ولا تعني انهيار العملية التفاوضية.

انسحاب ثم عودة

وبعد رد حركة حماس على مقترح وقف إطلاق النار، سحب رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، فريق بلاده التفاوضي من العاصمة القطرية، الدوحة، بحجة مواصلة المشاورات.

وعقب ذلك، أعلنت الولايات المتحدة على لسان مبعوثها إلى الشرق الأوسط ستيف ويتكوف سحب وفدها من  الدوحة، وذلك لإجراء مشاورات بعد رد الحركة على مقترح وقف إطلاق النار، حيث يُظهر عدم رغبتها في التوصل إلى اتفاق.

وفي المقابل، أكدت حماس أنها تعاطت بإيجابية مع جميع الملاحظات التي تلقّتها، بما يعكس التزامًا صادقًا بإنجاح جهود الوسطاء، والتفاعل البنّاء مع كلّ المبادرات المقدّمة.

في غضون ذلك، أكد المبعوث الأمريكي إلى الشرق الأوسط، اليوم، أن المفاوضات مع حركة حماس التي تعثرت بدأت تعود إلى مسارها، حسب ما نقلته عنه شبكة "فوكس نيوز" الأمريكية.

تأتي تصريحات "ويتكوف" هذه على الرغم من أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب صرح الجمعة بأن الوقت قد حان "لإنهاء المهمة، والتخلص من حماس"، على تعبيره.

كذلك، أبدى وزير الخارجية الأمريكي، ماركو روبيو، تفاؤلًا بشأن مفاوضات وقف إطلاق النار في غزة، غير أنه في ذات الوقت وضع شروطًا تعجيزية، حيث طالب بنزع سلاح المقاومة، وهو أمر مرفوض بالنسبة لها. 

وأكد الوزير الأمريكي، في حديث مع "فوكس نيوز"، أهمية تحرير المحتجزين الإسرائيليين لدى حركة حماس، مضيفًا: "هناك حل بسيط جدًا لما يحدث في غزة؛ أفرجوا عن جميع المحتجزين، وألقوا السلاح، حينها تنتهي الحرب على حماس"، على حد قوله.

وزعم أن المبعوث الأمريكي للشرق الأوسط ستيف ويتكوف، الذي أسماه بـ"الرائع"، يعمل على ملف وقف إطلاق النار في غزة "ليلًا ونهارًا منذ أسابيع"، وقد تم إحراز "تقدم كبير" في المفاوضات، وهم "باتوا قريبين جداً"، وفق قوله.

وأعرب عن تفاؤله بشأن التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في غزة في الأمد القريب، قائلًا: "نحن متفائلون ونأمل أن نحصل في أي يوم الآن على اتفاق لوقف إطلاق النار، بحيث يتم في مرحلته الأولى الإفراج عن نصف المحتجزين على الأقل، بمن فيهم المتوفين، على أن يتم الإفراج عن البقية في نهاية فترة تمتد إلى 60 يومًا".

وحاليًا، يجري التفاوض على مقترح سيتم بموجبه الإفراج عن 10 أسرى إسرائيليين أحياء و18 جثة طوال مدة سريانه، حيث إنه في اليوم الأول سيُطلق سراح ثمانية أسرى أحياء، وفي اليوم السابع تُسلَّم خمس جثامين، وفي اليوم الـ30 تُسلَّم خمس جثامين، في حين أنه في اليوم الـ50 يُطلق سراح اثنين من الأسرى الأحياء، وفي اليوم الـ60 تُسلَّم ثماني جثامين، وذلك على أن تُجرى عمليات تبادل الأسرى من دون احتفالات أو استعراضات.

وفي مقابل ذلك، سينسحب جيش الاحتلال الإسرائيلي من مناطق في شمال غزة وفق خرائط يتم التوافق عليها، وذلك بعد الإفراج عن ثمانية أسرى، كذلك ستتم عملية انسحاب من مناطق في الجنوب في اليوم السابع حسب خرائط متفق عليها.

ومن جانبها، ستضمن الولايات المتحدة أن تُعقد مفاوضات جادة، بما يُفضي إلى وقف حرب الإبادة الإسرائيلية في غزة، وذلك مقابل تسليم جميع الأسرى الأحياء المتبقين لدى حماس.

 

المفاوضات مستمرة

يتزامن ذلك، مع تأكيد إعلام عبري -نقلًا عن مصادر- أن مفاوضات التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار مع حركة حماس ما تزال مستمرة.

كانت مصر وقطر، وهما الوسطاء الإقليميون، قد أكدا أنهما سيمضيان قدمًا في التوسط من أجل التوصل إلى وقف إطلاق نار دائم في قطاع غزة، موضحين أن تعليق المفاوضات الذي حدث مؤخرًا هو أمر طبيعي في سياق هذه المفاوضات المعقدة.

وبجانب الشراكة مع الولايات المتحدة الأمريكية، أكد البلدان التزامهما باستكمال الجهود وصولًا إلى اتفاق شامل لوقف إطلاق النار في القطاع.

ومنذ السابع من أكتوبر 2023، تشن إسرائيل بدعم أمريكي حربًا مدمّرة ضد قطاع غزة، خلّفت أكثر من 200 ألف شهيد وجريح فلسطيني، وسط دمار هائل ومجاعة قتلت عشرات الأطفال والمسنين، في إحدى أسوأ الكوارث الإنسانية في العالم، حسب وزارة الصحة الفلسطينية في غزة.

الاكثر قراءة