أكد محافظ الإسكندرية، الفريق أحمد خالد حسن سعيد، أن المحافظة تحظى باهتمام ودعم كبير من الرئيس عبد الفتاح السيسي، في إطار رؤية مصر نحو تحقيق التنمية المستدامة، مشيرًا إلى التزام المحافظة الكامل باستعادة مكانة الإسكندرية التاريخية وبريقها الذي يليق بها وبأهلها المخلصين.
وأوضح أن رؤية المحافظة للمستقبل واضحة ومحددة في "الإسكندرية 2030: مدينة ذكية، خضراء، ومستدامة".
جاء ذلك خلال إطلاق فعاليات احتفالية محافظة الإسكندرية بمناسبة العيد القومي الثالث والسبعين، والتي أُقيمت داخل قلعة قايتباي التاريخية.
وتقدم محافظ الإسكندرية في كلمته بالتهنئة لأهالي المدينة، مؤكدًا أن العيد القومي يعد من أهم المناسبات التاريخية للإسكندرية، التي لطالما كانت منارة للعلم والثقافة والإبداع، ومركزًا حضاريًا وفكريًا فريدًا. وأشار إلى أن الإسكندرية، التي تأسست على يد الإسكندر الأكبر عام 331 قبل الميلاد، كانت أولى عواصم مصر الحديثة، ومثّلت لقرون قلب الشرق الثقافي والديني، ونافذة مصر البحرية إلى العالم.
وأضاف أن الإسكندرية كانت ولا تزال مصدرًا للعقول المبدعة والشخصيات الملهمة، من المصريين وغيرهم من أبناء الجاليات اليونانية والأرمينية، ممن ساهموا في إثراء مختلف المجالات من العلوم والفنون والأدب إلى الرياضة والطب والفكر، ورفعوا اسم مصر عاليًا في المحافل المحلية والدولية.
وأشاد الفريق أحمد خالد بالزيارة الأخيرة لرئيس مجلس الوزراء إلى الإسكندرية، واصفًا إياها بأنها رسالة دعم واضحة من الدولة للمحافظة، ومؤشر على اهتمام القيادة السياسية بتحسين جودة حياة المواطنين، لافتًا إلى أن الزيارة أسفرت عن الإعلان عن عدد من المشروعات والقرارات الهامة التي ستعود بالنفع المباشر على الأهالي.
ووجه المحافظ رسالة إلى أبناء الإسكندرية أكد فيها أن الرؤية المستقبلية للمحافظة تركز على تنمية متوازنة تشمل شرق وغرب المدينة، إلى جانب الاستثمار في قطاعات التعليم، والصحة، والصناعة، والسياحة، مع التركيز على تحسين جودة حياة المواطن كأولوية قصوى. وقال: "الإسكندرية قد تمرض لكنها لا تموت. قد لا نملك كل شيء، لكننا نملك الكثير؛ نملك شعبًا واعيًا، وموقعًا فريدًا، وتاريخًا عريقًا، وإرادة لا تنكسر".
ودعا المحافظ في ختام كلمته جميع أبناء المجتمع السكندري إلى المشاركة الفعالة في المشروعات التنموية والثقافية، مؤكدًا أن تلك الجهود لن تكتمل إلا بتكاتف الجميع، للحفاظ على الطابع الفريد للمدينة، والمساهمة في بناء مستقبل مشرق للأجيال القادمة.
شهد الاحتفالية عدد من الشخصيات العامة والقيادات التنفيذية والدينية والأكاديمية، من بينهم علاء فاروق وزير الزراعة واستصلاح الأراضي، والمهندس محمد شيمي وزير قطاع الأعمال العام، والدكتور أحمد فؤاد هنو وزير الثقافة، والمهندس أيمن عطية محافظ القليوبية، والدكتورة جاكلين عازر محافظ البحيرة، إلى جانب عدد من ممثلي القضاء والقيادات الأمنية، ونوريا سانز مدير مكتب اليونسكو الإقليمي في الدول العربية ومكتب مصر والسودان، بالإضافة إلى أعضاء مجلسي النواب والشيوخ، وقناصل الدول، ورؤساء الجامعات والمعاهد، وممثلي الأزهر الشريف والطوائف الدينية المختلفة.
وقدّم الاحتفالية الإعلامي أحمد سالم، وتضمّن البرنامج فقرات فنية واستعراضية قدّمها شباب مديرية الشباب والرياضة، عبّرت عن طاقات الإبداع والانتماء والانفتاح الثقافي لدى أبناء الإسكندرية.
وشهدت الأمسية حفلًا أوبراليًا بقلعة قايتباي، أحيت فقراته السوبرانو العالمية فرح الديباني، أول مصرية تغني على مسرح أوبرا باريس، حيث قدمت عرضًا غنائيًا مميزًا نال إعجاب الحاضرين، فيما تولى إخراج الحفل المخرج مصطفى فتوح.
وخلال الاحتفال، تم تكريم عدد من الشخصيات البارزة في المجالات العلمية والفنية والرياضية والأدبية، إلى جانب تكريم خاص لعدد من النماذج الملهمة من ذوي الهمم والمساهمين في خدمة المجتمع السكندري.
وتأتي هذه الاحتفالية في إطار حرص محافظة الإسكندرية على إبراز دورها التاريخي والثقافي، وتعزيز روح الانتماء والفخر بين المواطنين، من خلال تسليط الضوء على الرموز والشخصيات التي أثرت الحياة العامة، وتأكيد أهمية الفنون والثقافة كقوة ناعمة تميز المدينة عبر العصور.