تحل اليوم السبت 2 أغسطس، ذكرى ميلاد الفنان القدير إبراهيم قدري، أحد الوجوه المألوفة في السينما المصرية رغم قلة أدواره. وُلد قدري في حي السيدة زينب عام 1930، وتخرج في كلية الحقوق بجامعة فؤاد الأول "جامعة القاهرة حاليًا"، إلا أنه قرر التخلي عن مهنة المحاماة ليلاحق شغفه الأول الفن.
بداية متواضعة وشغف مبكر
بدأت علاقة إبراهيم قدري بالفن في سن مبكرة، حين شارك عام 1945 ككومبارس في فيلم "القلب له واحد" مع أنور وجدي وصباح، مجسدًا دور "القرداتي". استمر في تقديم أدوار صغيرة مع نجوم الكوميديا، خاصة إسماعيل ياسين، حتى بدأ في تثبيت أقدامه تدريجيًا، مع أول ظهور فعلي له في فيلم "عاشور قلب الأسد" عام 1961.
أدوار ثانوية صنعت له بصمة
رغم أن أدواره لم تكن بطولية، إلا أن إبراهيم قدري استطاع أن يترك بصمة واضحة لدى الجمهور. من أشهر أدواره دور والد "أحمد زكي" في فيلم "النمر الأسود"، ووالد "عادل إمام" في فيلم "الحريف". في أحد أقوى مشاهده، حين يخبره عادل إمام بوفاة والدته، يرد عليه بصوت منخفض ونبرة مؤثرة: "كلنا هنموت.. معاك سيجارة؟"، مشهد جعل الزعيم يبكي ويتوقف عن التصوير من شدة تأثره بأداء قدري.
عبارات لا تُنسى
تميّز إبراهيم قدري بقدرة مذهلة على إلقاء العبارات البسيطة التي تظل محفورة في الذاكرة، مثل: "ما أنا لو مت انت هتسقط" في فيلم على باب الوزير، و"ما إنت بكرة تاخدهم من عيان واحد"، حتى أدواره التي لا تتجاوز مشهدين كانت ذات أثر، لما تميز به من تلقائية وخفة ظل ونبرة تعبيرية لا تخطئها العين.
أفلام بارزة في مسيرته
شارك في عشرات الأفلام مع كبار النجوم والمخرجين، من أبرزها: "أهل القمة"، "غريب في بيتي"، "خمسة باب"، "على باب الوزير"، "فتوة الناس الغلابة"، "خلي بالك من عقلك"، "العذراء والشعر الأبيض"، "سواق الأتوبيس"، "حبيبي دائمًا"، "البوسطجي"، "خرج ولم يعد"، "أجراس الخطر"، "بيت القاضي".
حضور درامي وتلفزيوني
لم يقتصر مشوار إبراهيم قدري على السينما، بل شارك أيضًا في عدد من المسلسلات المهمة مثل: "أديب"، "الأيام"، "قال البحر"، "فرصة العمر"، "عيون". كما شارك في المسرحيات الكوميدية الشهيرة "المتزوجون"، "فخ السعادة الزوجية"، "أهلًا يا دكتور".
في فيلم "يارب ولد"، لعب دور مساعد تاجر الأخشاب "فريد شوقي"، الذي ظل وفيًا له وسانده في أزماته، مجسدًا الشخصية الطيبة التي تميل للحق والدعم دون ضجيج.
نهاية حزينة لفنان عظيم
رغم موهبته الفريدة، عانى إبراهيم قدري من التهميش في سنواته الأخيرة، وتوفي في 29 أبريل عام 1999 عن عمر ناهز 69 عامًا، بعد معاناة مع المرض وضيق الحال، ولم يشيع جثمانه سوى أسرته وعدد قليل من الجيران، ومندوب من نقابة الممثلين.