السبت 9 اغسطس 2025

تحقيقات

بعد تحركات إسرائيل لاحتلال غزة.. خبير علاقات دولية: الفترة المقبلة أشد دموية وشراسة في القطاع

  • 5-8-2025 | 15:33

الدكتور محمد اليمني

طباعة
  • محمود غانم

قال الدكتور محمد اليمني، خبير العلاقات الدولية، إن ما تقوم به إسرائيل حاليًا من تحركات لاحتلال قطاع غزة بالكامل ليس خطوة مفاجئة، بل يأتي في إطار مخطط إسرائيلي تم الإعداد له منذ السابع من أكتوبر 2023.

وأوضح "اليمني"، في حديث لـ"دار الهلال"، أن هذه التحركات تأتي في سياق مشاريع إسرائيلية كبرى، وطموحات مرتبطة برؤية توراتية تُعرف بـ"أرض الميعاد"، مشيرًا إلى أن إسرائيل تعتبر غزة الحلقة الأهم في ملامح "شرق أوسط جديد"، وهي رؤية لطالما تحدث عنها بنيامين نتنياهو، ويسعى لقيادتها داخليًا وخارجيًا.

وأضاف أن الولايات المتحدة الأمريكية تُعطي الضوء الأخضر لنتنياهو للاستمرار في احتلال ما تبقى من القطاع، متسائلًا عن توقيت هذه الخطوة رغم ما تمر به إسرائيل من أزمات مستمرة، أبرزها ما يخص الجيش وجنود الاحتياط على مدار 22 شهرًا من الحرب.

وأشار إلى أن تل أبيب دأبت على ترويج فكرة أنها غير قادرة على إدارة قطاع غزة، وهو ما كان يخدم أهدافًا إعلامية، وفي الوقت ذاته يمهّد لتصفية القضية الفلسطينية.

وتابع: "ما سنشهده في الفترة المقبلة أكثر دموية وشراسة، وهو ما يتجاوز ما حدث خلال 22 شهرًا الماضية، فضلًا عن أن هناك كارثة وشيكة في المسجد الأقصى، إلى جانب خطط إسرائيلية متعلقة بتهجير الفلسطينيين وخلق أزمة جديدة مع مصر".

وفي ما يتعلق بتصريحات نتنياهو والإعلام العبري عن أن العملية العسكرية تهدف لإعادة المحتجزين والقضاء على حركة حماس، قال اليمني: "هذه نغمة تكررت منذ بدء العدوان، لكنها لم تحقق شيئًا، فـ90% من البنية التحتية في القطاع دُمرت بالكامل، ولم يتم تحرير أي رهائن أو القضاء على المقاومة".

وأشار إلى أن هذا الطرح يعكس فشلًا واضحًا، لافتًا إلى تصريح للرئيس الأمريكي دونالد ترامب، قال فيه إن "الحرب ستستمر حتى القضاء على حماس، حتى لو تم تحرير الرهائن"، وهو ما يكشف أن قضية المحتجزين ليست سوى غطاء لعدوان أوسع.

وأضاف اليمني أن كل ما يجري لا علاقة له بأي اتفاقات أو صفقات، بل هو محاولة لإعادة ترتيب الأوراق لصالح الاحتلال وحسابات نتنياهو، مشيرًا إلى أن ما تحقق حتى الآن هو سقوط نحو 60 ألف شهيد، أغلبهم من الأطفال والنساء.

وأكد أن شهر يوليو الماضي شهد تصعيدًا جديدًا، مدفوعًا بضوء أخضر أمريكي أكبر، أتاح لإسرائيل الاستمرار في الإبادة الجماعية والعدوان على غزة.

واعتبر أن كل ما يُطرح في المؤتمرات الدولية من حديث عن حل الدولتين لا يعدو كونه استجابة شكلية للضغط الشعبي والمظاهرات الأوروبية، مؤكدًا أن نتنياهو يدرك جيدًا أن هذه المبادرات "مجرد حبر على ورق"، وسيمضي في تنفيذ مخططه القائم على الأيديولوجيا التوراتية التي ترى أن لإسرائيل الحق في التوسع على حساب الدول المحيطة.

واختتم اليمني بالقول إن تصريحات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، التي وصف فيها إسرائيل بأنها "دولة صغيرة ويجب أن تتمدد"، تُعد أوضح تعبير عن هذا التوجه، وتؤكد أن الاحتلال يسير وفق خطة ممنهجة تتجاوز غزة، وتهدد مستقبل المنطقة بأكملها.

أخبار الساعة

الاكثر قراءة