نظم العشرات من اللبنانيين، اليوم الثلاثاء، وقفة أمام مقر اللجنة الدولية
للصليب الأحمر بالعاصمة بيروت، تضامناً مع الطفلة الفلسطينية عهد التميمي، الملقبة
بـ”طفلة الغضب الفلسطيني” وجميع الأطفال المعتقلين بالسجون الإسرائيلية.
وفجر الثلاثاء الماضي، اعتقلت قوة إسرائيلية عهد (17 عاماً) من منزلها
في بلدة النبي صالح بالضفة الغربية المحتلة، بزعم صفعها جندياً إسرائيلياً عقب اقتحامه
منزل والديها.
واحتشد العشرات من اللبنانيين اليوم، أمام مقر اللجنة الدولية للصليب
الأحمر، في وقفة تضامنية بعنوان: “تحية للطفلة المناضلة عهد التميمي، وكل الأطفال الفلسطينيين
المعتقلين في سجون الاحتلال الإسرائيلية”.
وقال محمد صفا، الأمين العام لمركز “الخيام” لتأهيل ضحايا التعذيب (مستقل)
في لبنان، إن حالات الاعتقال بلغت منذ بدء الانتفاضة ضد قرار الرئيس الأمريكي دونالد
ترامب، 350 حالة، بينهم 48 طفلاً تتراوح أعمارهم بين 12 و17 عاماً ومعظمهم من القدس″.
واعتبر صفا، في كلمته بالوقفة، أن اعتقال الأطفال وتعذيبهم ومحاكمتهم،
وفرض الإقامة الجبرية عليهم، وحرمانهم من حنان عائلاتهم وتعليمهم، “لا يعد فقط انتهاكًا
لاتفاقية حقوق الطفل، بل بات يرقى إلى جريمة حرب ضد الإنسانية وضد الطفولة”.
ورأى أن إسرائيل “تمارس سياسة العقاب الجماعي ضد الشعب الفلسطيني وأطفاله
ونسائه وكهوله، وتزج بـ 7 آلاف أسير في سجونها”.
وطالب اللجنة الدولية للصليب الأحمر بأن “يرتفع صوتها أكثر وأعلى، تنديداً
باعتقال الأطفال الفلسطينيين وتعذيبهم ومحاكمتهم، وإدانة كل الممارسات اللاإنسانية
بحق الشعب الفلسطيني”.
وشدد على أنه يتعين على الصليب الأحمر مطالبة إسرائيل بـ”الإفراج الفوري
عن الطفلة عهد التميمي وكافة الأطفال المعتقلين”، مشيراً إلى أن “عهد التميمي هي عهد
فلسطين ورمزها وقدسها”.
وبرزت عهد منذ طفولتها حين ظهرت في تسجيل فيديو، في 2012، وهي تسأل، بكل
جرأة، جندياً إسرائيلياً مدججا بالسلاح، عن أخيها المعتقل حينها.
ولقبت عهد بـ”طفلة الغضب الفلسطيني” وبـ”أيقونة المقاومة”، وقد نالت جائزة
“حنظلة للشجاعة” في 2012، من بلدية “باشاك شهير” في إسطنبول؛ لشجاعتها في تحدي الجيش
الإسرائيلي، والتقت في حينه برئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان (رئيس الجمهورية
الحالي) وعقيلته.