«لزيادة تذاكر المترو فوائد أخرى».. تساهم في تمويل الخطوط الجديدة.. وتعتبر ركيزة أساسية لتطوير المنظومة.. ويمكن طرح بدائل لزيادة الموارد

خبير اقتصادي: زيادة الأسعار لتطوير المنظومة.. ونتوقع ارتفاعها 100%

الدكتور وائل النحاس: زيادة أسعار المواصلات

عمرو عبدالرؤف: لا بد من التفكير في تطوير خطوط المترو القديمة بالشوارع

عدد خبراء اقتصاديون، المنافع المكتسبة من زيادة إيرادات الهيئة القومية لتشغيل وإدارة مترو الأنفاق، عقب إعلان الدكتور هشام عرفات، وزير النقل، زيادة أسعار تذاكر المترو مع بداية العام الجديد 2018، وفقًا لعدد المحطات، مؤكدين أنها ستساعد على تطوير منظومة المترو وعمل العديد من الصيانات اللازمة التي لم تتمكن هيئة المترو من إجراؤها في الوقت الحالي، نظرًا لضعف الميزانية، فضلًا عن الانتهاء من الخط الثالث الجديد الجاري العمل به حاليًا.

ولفت الخبراء، إلى زيادة موارد الهيئة مهمة جدًا للغاية في تطوير قطارات المترو وإنشاء الخطوط الجديدة لخدمة مناطق جديدة من المدن المقامة حديثًا واستيعاب التكدس السكاني، ولكن من الممكن الاستعانة بدائل أخرى لتوفير نفقات الهيئة وتوفير موارد لإنشاء المشاريع الجديدة، مثل الإعلانات وتقنين أوضاع المركبات المخالفة والاستعانة بمشاريع استثمارية حديثة تواكب العصر.

بدائل تنموية دون زيادة أسعار التذاكر

الدكتور رشاد عبده، الخبير الاقتصادي، قال إنه على الرغم من أن زيادة أسعار تذاكر المترو ستساعد في تطوير المنظومة وسرعة الانتهاء من الخط الثالث الجديد، فضلًا عن تطوير عربات المترو، إلا أنها ستزيد من معاناة المواطنين.

وأضاف في تصريحات لـ"الهلال اليوم"، أن الزيادة ستشكل عبئا إضافيا على المواطنين، ضغوطاً جديدة، فيجب البحث عن بدائل أخرى للتطوير بدلًا من زيادة الأسعار.

وأكد أن زيادة أسعار تذاكر المترو ما زالت قيد المناقشات والمباحثات من قبل وزارة النقل والبرلمان، مشيرًا إلى أن أغلب ركاب المترو من العمال والبحث عن وسيلة انتقال "رخيصة".

وأوضح، أن منظومة المترو تبحث عن زيادة الأسعار والحصول على إيرادات من خلال سبل مختلفة وليس التركيز فقط على البديل الوحيد وهو زيادة الأسعار، فيجب وضع خطة محكمة لتطوير المنظومة ككل وإداراتها، دون أن يتحمل المواطن نتيجة هذه الأزمة، متوقعًا أن الزيادات ستصل إلى 100%.

تقنين أوضاع «التوكتوك» وفرض رسوم يسد عجز المترو

بينما قال الدكتور وائل النحاس، الخبير الاقتصادي، إن بحث الحكومة زيادة أسعار تذاكر المترو مع بداية العام الجديد 2018 جاء للتطوير الخط الثالث للمترو والمنظومة ككل، موضحًا أنه سيتم عمل إعادة صيانة وتوسعات عدة داخل منظومة المترو لتقديم خدمة أفضل للمواطنين.

وأضاف النحاس، لـ"الهلال اليوم"، أن زيادة أسعار تذاكر المترو سيعاني منه المواطنون، مشيرًا إلى أن الحكومة ممثلة في وزارة النقل كان يجب عليها البحث عن موارد أخرى لتطوير المنظومة والانتهاء من خط المترو الثالث الجديد، حيث إن الزيادة سيترتب عليها زيادة أسعار الركوب الأخرى تلقائيًا دون أن يتم فرض رقابة صارمة على السائقين.

وأشار إلى أنه على سبيل المثال سائقي الميكروباص عندما يعرفون بزيادة أسعار تذاكر المترو ووصولها لخمسة جنيهات سيزيدون من أجرتهم تلقائيًا دون أن يتم ضبطهم أو تفعيل الرقابة عليهم، لافتًا إلى أن هيئة المترو في الزيادة الأولى أعلنت أنها ستكفي لتطوير المنظومة وتقديم خدمة أفضل للمواطنين ولكن لم يحدث هذا الأمر، ولجأت للزيادة مرة أخرى، مشددًا على ضرورة البحث عن بدائل أخرى لتطوير المنظومة دون تحميل المواطنين أعباءً إضافية.

وأكد، أن الأزمة لا تكمن في زيادة أسعار تذاكر المترو فقط، ولكنها ستؤثر على المواصلات الأخرى وستعمل على زيادتها دون تقنين الأوضاع، مقترحًا أن يتم تقنين أوضاع التوكتوك مما سيساعد الحكومة على الحصول على ما يسد العجز الموجود في هيئة المترو وتطوير المنظومة والخط الجديد، كذلك من الممكن أن يتم فرض "كارته" قليلة على موقف الميكروباص في مختلف الميدان والمحافظات، مما سيعود بالنفع على تطوير كافة مرافق النقل التي تحتاج إلى تطوير والانتهاء من المشروعات الجديدة بها، ولن يؤثر على صاحب المركبة أو الركاب بالسلب، متمنيًا توخي الحذر من الأزمات التي قد تنتج عن زيادة أسعار تذاكر المترو.

بدائل لتطوير المنظومة

وفي سياق متصل، قال الدكتور عمرو عبد الرؤوف، الخبير الاقتصادي، إن زيادة أسعار تذاكر المترو ليست حلًا لتطوير المنظومة وإداراتها، مشيرًا إلى أنه كان من الممكن أن يتم الاستعانة بالخطوط الموجودة من رمسيس وحتى مصر الجديدة وتطويرها وإعادة تشغيلها مرة أخرى، حيث أنها كانت ستوفر الكثير من الميزانيات المصروفة على الخط الثاني والثالث حاليًا.

ولفت عبد الرؤوف، لـ"الهلال اليوم"، أن اليابانيون اقترحوا تجديدها، ولكن لم يحدث هذا الأمر، موضحًا أن وزارة النقل في عهد جلال السعيد ألغت هذه الخطوط لحفر مترو الأنفاق بدلًا منها، دون النظر إلى أن تكلفة الخطوط الجديدة قد تصل إلى المليارات مما أدى إلى زيادة أسعار تذاكر المترو مؤخرًا، والزيادة القادمة مع بداية العام الجديد أيضًا.

وأوضح، أن زيادة أسعار تذاكر المترو لن تغطي تكلفة الخطوط الجديدة للمترو، وخاصة الخط الثالث الذي يتم العمل عليه في الوقت الحالي، لافتًا إلى أن الاستفادة من الخطوط المتواجدة في الشوارع كان سيعمل على حل الأزمة الراهنة دون تكلفة كبيرة كما يحدث في الوقت الحالي.