ذكرت صحيفة "فاينانشيال تايمز" البريطانية، في عددها الصادر اليوم الأربعاء، أن بوليفيا تتجه بخطى متعثرة نحو أكثر الانتخابات نزاهة منذ عام 2006، وهو العام الذي وصل فيه حزب MAS الاشتراكي إلى الحكم لأول مرة، غير أن الأزمة الاقتصادية والانقسامات الداخلية الحادة أدت إلى تفكك الحزب إلى فصائل، ما قد يمنح المعارضة أفضل فرصة للفوز عبر صناديق الاقتراع منذ 20 عامًا.
واستهلت الصحيفة، تقريرا لها في هذا الشأن أعده مراسلها في لاباز، برصد أحوال المواطنين في مدينة إل ألتو، الواقعة على ارتفاع شاهق فوق العاصمة لاباز، حيث يعجّ سوق "16 دي خوليو" بكل شيء؛ من ثلاجات "سامسونج" إلى حيوانات برية من الأمازون. لكن بين الأهالي، لا يُسمع أي تعليق إيجابي ويغيب الحديث عن الحكومة اليسارية للبلاد.
حتى في هذه المدينة ذات الغالبية من السكان الأصليين والطبقة العاملة، والتي كانت يومًا ما معقلًا لحزب ماس أو "الحركة نحو الاشتراكية" (MAS)، أصبح الناس يتوقون للتغيير، حسبما قالت الصحيفة. فقد نفدت احتياطيات النقد الأجنبي تقريبًا قبل عامين، واليوم تعاني البلاد من نقص حاد في الوقود وارتفاع التضخم.
ونقلت "فاينانشيال تايمز" عن هومبرتو، وهو بائع قطع غيار سيارات وملابسه ملطخة بالشحوم، قوله: "الجميع ينتظر يوم 17 أغسطس. لا أعتقد أن أيًا من المرشحين جيد، لكننا لا نستطيع الاستمرار هكذا".
وفي هذا الصدد، أكدت الصحيفة البريطانية في تقريرها أن فوز المعارضة قد يفتح الباب أمام إعادة ترتيب اقتصادي وجيوسياسي كبير، مع دور أكبر للشركات المحلية والأجنبية وتحول في السياسة الخارجية من التقارب مع قوى مثل الصين وروسيا إلى علاقات أوثق مع الولايات المتحدة.
ومع ذلك، فإن أي رئيس قادم سيواجه، بحسب الصحيفة، ضرورة فرض إجراءات تقشف مؤلمة واحتمال اندلاع اضطرابات اجتماعية. أما الرئيس السابق إيفو موراليس، الذي مُنع من الترشح بعد حكم قضائي يمنع شغل المنصب لأكثر من فترتين، فما يزال عازمًا على العودة إلى السلطة بل ويستعد لقيادة المعارضة.
وأضافت الصحيفة: حتى الآن، يتنافس ثمانية مرشحين، فيما يبقى الشارع منقسمًا بشدة، مما يجعل جولة الإعادة شبه مؤكدة، رغم عدم موثوقية استطلاعات الرأي. ويبرز في الصدارة رجل الأعمال المليونير صامويل دوريا مدينا، والرئيس الأسبق خورخي كيروجا، الذي تولى المنصب لفترة وجيزة بعد تنحي الرئيس هوجو بانزر لأسباب صحية عام 2001.