أكد رئيس وزراء لبنان الأسبق، فؤاد السنيورة، دعمه قرار الحكومة بحصر السلاح في يد الدولة، داعيا إيران لاحترام سيادة لبنان .
جاء هذا في تصريحات صحفية للسنيورة عقب لقائه، في السرايا الحكومي، اليوم/الخميس/، مع نواف سلام، حيث بحثا مجمل التطورات السياسية.
وقال السنيورة، :" لقد كانت فرصة طيبة جداً هذا الصباح أن ألتقي مع الرئيس نواف سلام للتباحث في كل الأمور التي تجري في لبنان والمنطقة، ومما لا شك فيه أن لبنان ما زال يعاني من الاعتداءات الإسرائيلية التي تقوم بها يومياً إسرائيل وتؤدي إلى التدمير والتخريب والاغتيال والقتل، وهي في ذات الوقت لا زالت تمارس أعمال القتل والتجويع والحصار على غزة وعلى الضفة الغربية وهذا الإجرام المتمادي الذي تقوم به إسرائيل يتعدى ما يجري في لبنان والضفة الغربية وغزة ليشمل أيضاً سوريا، وهذا الأمر ينبغي أن تتضافر كل الجهود من أجل وقف هذه الأعمال الإجرامية التي تقوم بها إسرائيل".
وأضاف :"الأمر الثاني الذي لفت الانتباه ذلك المشهد الذي شهدناه أمس وهو تجول بعض العسكريين الإسرائيلين ، ولا سيما رئيس الأركان الإسرائيلي على الحدود اللبنانية، وهو أمر مستنكر ومرفوض".
وتابع،:" ومن جهة ثانية، لفت الانتباه زيارة الموفد الإيراني إلى لبنان علي لاريجاني، الذي نريد من إيران أن تكون فعليًا صديقًا للبنان ، وأن تحترم لبنان وسيادته، وأن لا تتدخل في شؤونه الداخلية، وبينما يجري تحميل لبنان استمرار إيران في تحميله ما لا يستطيع أن يتحمله، ولذلك ما نتمنا على إيران أن تسعى كل جهدها من أجل تحييد لبنان عما تحاول أن تلزم به لبنان من أمور لا يستطيع أن يتحملها وليس من مصلحة أحد أن يتحملها لبنان".
وقال، :"إضافة إلى ذلك وقد انتهزت هذه المناسبة اليوم لكي أعبر لرئيس الوزراء نواف سلام عن تقديري الشديد نتيجة القرارات الهامة والشجاعة التي اتخذتها الحكومة اللبنانية خلال الأسبوع الماضي، وأيضًا ما جرى التعبير عنه أمس من رئيس الجمهورية ورئيس الوزراء لدى زيارة الموفد الإيراني علي لاريجاني، وهذا الأمر فعليًا من الأشياء المهمة التي اتخذها لبنان، والتي ينبغي أن يُصر على الاستمرار في التأكيد على أهمية حصر السلاح بيد الدولة اللبنانية وقواها الشرعية من جيش وقوى أمن داخلي، لأن هذه هي الطريقة الوحيدة التي تستطيع الدولة أن تستعيد سلطتها الكاملة وقرارها الحر على جميع أمورها وبالتالي أود أن أشيد بالموقف الذي اتخذه الرئيس، وأيضًا أن نؤيده في هذا المسعى، كما وأن نؤيد وندعم رئيس الوزراء نواف سلام في هذه المواقف التي اتخذها بشأن التأكيد على حصرية السلاح والتقدم باتجاه عودة الدولة لكي تصبح صاحبة القرار".
وأشار إلى أن هناك أمرين أساسيين يجب التأكيد عليهما وهما الحكمة في التصرف والحزم في المواقف، الحكمة في التصرف من أجل أن ينضوي الجميع في لبنان تحت لواء الدولة، لأن هذا الأمر فيه مصلحة لجميع الأطراف، ولا سيما للبيئة التي ينتمي إليها "حزب الله"..قائلا :"لأننا نعتقد أن هذا العمل من الضروري أن ييسّر"لحزب الله" العودة إلى كنف الدولة، ولا سيما أن له مصلحة في ذلك وأنا أؤكد على هذا الأمر، أنه على الأقل هناك ثلاث أمور أساسية لا يمكن أن تتحقق للبنان وللبنانيين إذا لم تستعد الدولة سلطتها الكاملة على مرافقها وأمورها".
وتابع، :" الأمر الثاني، أن هذه هي الوسيلة الوحيدة التي يتمكن من خلالها لبنان من الحصول على الدعم الذي يمكّنه من مباشرة عمليات إعادة الإعمار في المناطق التي تعرضت للهدم والتدمير من قبل إسرائيل، ونعلم أن المستفيد الأول من هذه العملية هي أيضًا بيئة "حزب الله"، أما الأمر الثالث، فكلنا نعلم أن لبنان ما زال يعاني من آثار الانهيار المالي والاقتصادي الذي حدث على مدى هذه السنوات الماضية وكلنا نعلم أن الجزء الأكبر من هذه الأموال هي أموال اقترضتها الدولة اللبنانية من المصارف وجرى إنفاقها على مصاريف الدولة".
وقال، :" وبالتالي، ليس هناك من إمكانية لاستعادة المودعين للقسم الأكبر من ودائعهم ما لم تستعيد الدولة اللبنانية واقتصادها تحقيق النمو وحيويته، مما يمكن المودعين من الحصول على قسم وافر من ودائعهم فكل هذه الأمور نرى أن للبنان فيها مصلحة، وللبنانيين مصلحة، ولبيئة "حزب الله "مصلحة، في أن نسير إلى التقدم فعليًا على مسار أن ينضوي الجميع تحت لواء الدولة، وأن يتمكن لبنان من أن يستعيد قدرات دولته، لتتمكن الدولة من بسط سلطتها ونفوذها، وهنا أرى أن الحكمة مهمة جدًا، من أجل أن يمارس جميع اللبنانيين، بتصرفهم وأدائهم، كل ما يسهم في استعادة قدرة "حزب الله "على الانضواء تحت لواء الدولة، ويجب أن يقتنع "حزب الله" بأن هذه هي الوسيلة".
وأضاف، :" إنه من الطبيعي عدم النسيان أنه الآن منوط بقيادة الجيش اللبناني دراسة الفصول الثلاثة في الورقة الأمريكية، وبالتالي لنتقدّم على هذا المسار طبيعي أن يكون هذا الأمر جهدا داخليا لبنانيا، ولكن أعتقد أن هناك جهدا خارجيا يجب أن يبدأ من أجل العمل مع الأشقاء والأصدقاء، لأن لبنان لا يستطيع أن يقوم بهذه العملية الكبيرة وهو يتعرض لضغوط إسرائيلية، وضغوط من هنا ومن هناك، ومن إيران وبالتالي، لا يمكن أن يتولى هذا الأمر بدون أن تكون هناك مساعدة أيضا من أجل مزيد من الضغط على إسرائيل لفك هذه القيود التي تمارسها، وأيضا قيامها بخطوات تسهم فيما يسمى تعزيز الجو العام الداخلي في لبنان، الذي يسهم في التوصل إلى أن تكون هناك حصرية حقيقية كاملة بالنسبة للسلاح بيد الدولة اللبنانية".
وقال:" أود أن أنهي حديثي بأنه أثبتت الأيام أن ما من أحد يحمي أي فريق من اللبنانيين سوى الدولة اللبنانية، وليس هناك من حماية حقيقية يمكن أن تحصل من أي فريق خارجي أو من هنا أو من هناك ، الدولة اللبنانية هي مآلنا الوحيد وإنقاذنا الوحيد، هذا هو الوضع الذي أصبحنا عليه، لا شك أن الأمر صعب نعم صعب ، ولكن أعتقد أن هناك فرصة حقيقية وعلينا أن نغتنمها وهذه الفرصة موجودة من خلال هذه الحكومة التي نقف معها وإلى جانبها من أجل أن تمارس دورها ونتخطى هذه المحنة".