الخميس 14 اغسطس 2025

تحقيقات

«ترامب» يتوعد «بوتين» قبل قمة ألاسكا وسط هدوء روسي وقلق أوكراني

  • 14-8-2025 | 16:55

بوتين - ترامب

طباعة
  • محمود غانم

تتجه الأنظار، غدًا الجمعة، إلى ولاية ألاسكا الأمريكية التي تستضيف لقاءً مرتقبًا بين الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ونظيره الروسي فلاديمير بوتين، في محاولة لدفع جهود إنهاء الحرب الروسية الأوكرانية، المتواصلة منذ أكثر من ثلاث سنوات.

ورغم الإعلان عن الاجتماع قبل أسبوع فقط، سبقت ذلك سلسلة من التصريحات والتحركات، خصوصًا من الجانب الأوكراني وحلفائه الأوروبيين.

وفيما يلتزم «الدب الروسي» هدوءه المعتاد دون الكشف عن أي مؤشرات بشأن ما سيؤول إليه اللقاء، يواصل الرئيس الأمريكي إطلاق تصريحات متقلبة، تثير تساؤلات حول موقفه الحقيقي: هل هو أقرب إلى الأوكرانيين أم إلى الروس؟.

 

عواقب وخيمة

وفي تصريحات شديدة اللهجة، حذّر الرئيس ترامب الروس من «عواقب وخيمة» في حال لم يوافق الرئيس فلاديمير بوتين على إنهاء الحرب في أوكرانيا، خلال القمة المقررة.

تصريحات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، التي جاءت بلهجة شديدة عقب اجتماع افتراضي، أمس الأربعاء، مع نظيره الأوكراني فولوديمير زيلينسكي وعدد من القادة الأوروبيين، تمثل تحولًا لافتًا عن النبرة التي كانت سائدة قبل هذا اللقاء، والتي بدت، لوهلة، أقرب إلى الميل لصالح الروس أكثر من الأوكرانيين.

ومع ذلك، فإن هذه التصريحات لا تُعدّ تخليًا من جانب ترامب عن شروط إنهاء الحرب، بما في ذلك «التبادل عن الأراضي»، التي أبدى الجانب الأوكراني تحفظًا عليها.

وحسب موقع «أكسيوس» الأمريكي، فإن ترامب سيظهر خلال لقاء بوتين جدية أكبر من أي وقت مضى، حيث سيكون صريحًا بشأن وقف إطلاق النار في أوكرانيا، كما أورد عن مسؤول أمريكي.

وحذّر المسؤول مما وصفه بـ«عواقب وخيمة» ستلحق بالروس حال عدم الموافقة على وقف الحرب.

 

موقف الأطراف

ومن جانبه، أكد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، اليوم، أن «الإدارة الأمريكية تبذل جهودًا حثيثة لإنهاء الحرب الروسية الأوكرانية، والتوصل إلى اتفاقيات تعود بالفائدة على الأطراف المنخرطة في هذا الصراع، وتهيئة ظروف لسلام طويل الأمد بين البلدين، وفي أوروبا، وفي جميع أنحاء العالم».

وأضاف أن «هذه الأهداف يمكن تحقيقها، إذا تم التوصل إلى اتفاقيات في مجال ضبط الأسلحة الهجومية الاستراتيجية في المرحلة المقبلة».

جاء ذلك في أعقاب تصريحات لوزارة الخارجية الروسية، أعربت فيها عن أملها بأن يركز هذا اللقاء على معالجة القضايا المتراكمة، التي تعيق إقامة حوار ثنائي فعّال بين الزعيمين، لما له من أهمية كبرى في التوصل إلى السلام والاستقرار الدوليين، وحل الأزمة الأوكرانية، حسب ما صرّح به نائب المتحدث باسم وزارة الخارجية الروسية، أليكسي فادييف.

وفي تصريح لافت، قال «فادييف» إن «موقف بلاده من حل الأزمة الأوكرانية لم يتغير، حيث إن الهيكل الإقليمي لروسيا منصوص عليه في دستورها، ولذلك فإن أهداف الوفد الروسي في قمة ألاسكا ستكون وفق المصالح الوطنية».

وهذه التصريحات تعني باختصار أن روسيا لا تعتزم التنازل عن الأراضي الأوكرانية التي ضمتها إليها، وهي: «لوجانسك، ودونيتسك، وزاباروجيا، وخيرسون»، وهو ما من شأنه أن يصعّب العملية التفاوضية في ظل الرفض الأوكراني لهذا الموضوع.

وفي المقابل، كرر الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي التأكيد على أن «أوكرانيا لن تقدم أي تنازلات في مسألة وحدة أراضيها»، مؤكدًا أن موقفه هذا، الذي طرحه مع قادة أوروبيين والرئيس الأمريكي، لم يتغير بهذا الخصوص لأنه يستند إلى الدستور الأوكراني.

وشكك الرئيس الأوكراني في نوايا نظيره الروسي بشأن إنهاء الحرب، حيث أكد أنه «يستهدف احتلال كامل الأراضي الأوكرانية»، مطالبًا بالمزيد من الضغط عليه لتحقيق السلام.

 

لقاء الزعماء

ومن المقرر أن تُعقد القمة المنتظرة بين الرئيس الأمريكي ونظيره الروسي بصيغة «5 مقابل 5»، لبحث العلاقات بين البلدين، وسبل وقف الحرب في أوكرانيا، إضافةً إلى مناقشة الوضع الجيوسياسي في أوروبا، وفق ما صرّح به مساعد الرئيس الروسي يوري أوشاكوف.

وتبدأ القمة، غدًا الجمعة، في تمام الساعة 19:30 بتوقيت جرينتش، بمحادثات ثنائية بحضور المترجمين فقط، يليها اجتماع موسّع يضم الوفدين المرافقين.

وحسب «أوشاكوف»، فإن «الموضوع الرئيسي للقمة سيكون حول تسوية الحرب الروسية الأوكرانية التي تمضي في عامها الرابع».

وحال نجاح هذا اللقاء، فإن الرئيس ترامب سيحاول أن يتبعه بلقاء آخر يجمع فيه بين الرئيس الروسي والرئيس الأوكراني، وسيكون هو الأول من نوعه منذ اندلاع الحرب مطلع عام 2022.

وفي تصريحات أدلى بها هذا الأسبوع، قال ترامب: «أعتقد أنّ اللقاء سيسير بشكل جيد، لكنه قد يسير بشكل سيئ أيضًا»، مؤكدًا رغبته في «إنهاء الحرب بين روسيا وأوكرانيا في أقرب وقت ممكن».

وأعرب عن أمله في أن «يجتمع الرئيس الروسي والرئيس الأوكراني في نهاية المطاف في نفس الغرفة ويتوصلان إلى اتفاق بشأن إنهاء الحرب».

 

أخبار الساعة

الاكثر قراءة