تواصلت جهود الوسطاء لإحياء مفاوضات وقف إطلاق النار في قطاع غزة بين حركة حماس وإسرائيل، بهدف إنهاء حرب الإبادة الإسرائيلية المستمرة منذ قرابة عامين، وسط مؤشرات على اقتراب تصعيد جديد قد يفاقم الأزمة الإنسانية المتدهورة في القطاع.
تحركات في القاهرة والدوحة
وبدورها، تكثف مصر اتصالاتها مع مختلف أطراف الأزمة لتجاوز نقاط الخلاف والتوصل إلى اتفاق تهدئة يقود إلى إنهاء الحرب في غزة، حسب ما صرحت به مصادر لـ"قناة القاهرة" الإخبارية.
جاء ذلك بالتزامن مع استمرار اجتماعات القاهرة بين وفد حركة حماس والمسؤولين المصريين، التي بدأت الثلاثاء الماضي، حول عدة ملفات، يتقدمها تطورات حرب الإبادة الإسرائيلية في قطاع غزة.
وبعد ما أفادت به "القاهرة الإخبارية"، أكدت سبعة فصائل فلسطينية، عقب اجتماع عقدته في مصر، تجاوبها الكامل مع مبادرات ومقترحات الحل، بما يحقق المتطلبات الوطنية، بإنهاء العدوان وانسحاب قوات الاحتلال ورفع الحصار الظالم.
وحددت الفصائل، التي كان من بينها حركة حماس، أولويتها في هذه المرحلة، مشيرة إلى أنها تتمثل في وقف الإبادة الإسرائيلية، ورفع الحصار، وضمان دخول المساعدات.
وأعربت عن تقديرها للجهود المصرية والقطرية في دعم القضية الفلسطينية، وإنهاء معاناة الفلسطينيين في غزة من الجوع، ودفع مساعي تحقيق الوحدة الفلسطينية، إضافة إلى انخراطهما في المفاوضات لوقف العدوان.
وفي المقابل، زار رئيس جهاز "الموساد" الإسرائيلي دافيد برنياع العاصمة القطرية الدوحة، أمس، حيث يأتي ذلك ضمن جهود إحياء مفاوضات وقف إطلاق النار.
وحسب تقارير إعلامية، فإن رئيس الموساد التقى رئيس الوزراء القطري محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، لإجراء محادثات بشأن صفقة تبادل الأسرى ووقف إطلاق النار في غزة.
ومن جانبه، أوضح برنياع، خلال اللقاء، أن قرار مجلس الوزراء الإسرائيلي الأمني المصغر "الكابينت" احتلال قطاع غزة كاملًا "ليس خدعة أو حربًا نفسية"، حسب ما أورده موقع "أكسيوس" الأمريكي عن مصدرين مطلعين على الزيارة.
وأكد أن "بلاده مستعدة لتنفيذ القرار إذا لم يُحرز أي تقدم في مفاوضات الأسرى قريبًا"، وهو ما تأمل مصر وقطر عدم حصوله تجنبًا لما يترتب عليه من تداعيات كارثية على حياة فلسطيني غزة.
وتتزايد الضغوط في الداخل العبري على الحكومة لإبرام صفقة تبادل أسرى شاملة مع حركة حماس، غير أن رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، يرفض ذلك، حيث يعتقد أن وقف الحرب في غزة سيمثل الفصل الأخير في مسيرته السياسية.
وفي سياق هذا الضغط، تدعو عائلات الأسرى الإسرائيليين في غزة إلى تنفيذ إضراب شامل يوم الأحد القادم، لشل البلاد.
جهود تسابق الزمن
وتسابق مصر وقطر الزمن، لإعادة مسار المفاوضات بين الطرفين، قبل أن تبدأ إسرائيل تنفيذ خطتها لاحتلال كامل قطاع غزة، والتي صادق عليها المجلس الوزاري الإسرائيلي المصغر للشؤون السياسية والأمنية "الكابينت"، الجمعة الماضية.
ومن المقرر أن تشهد الأيام القادمة تحرك الجيش الإسرائيلي لتنفيذ هذا المخطط في القطاع، حال لم تحدث انفراجة في مفاوضات وقف إطلاق النار.
وتزعم إسرائيل أنها تسعى من وراء هذه الخطة إلى تفكيك حركة حماس، ووقف نفوذها العسكري والإداري في القطاع، واستعادة الأسرى المحتجزين، وإنشاء منطقة عازلة داخل قطاع غزة، وإحكام السيطرة الأمنية، ثم إنشاء إدارة محلية مدنية جديدة في القطاع ليست خاضعة لسيطرة حماس أو السلطة الفلسطينية.
يأتي ذلك ضمن حرب الإبادة الإسرائيلية التي تشنها إسرائيل على قطاع غزة، منذ السابع من أكتوبر 2023، وأسفرت عن مقتل أكثر من 216 ألف شهيد وجريح فلسطيني، وسط دمار هائل ومجاعة قتلت عشرات الأطفال والمسنين، في إحدى أسوأ الكوارث الإنسانية في العالم، حسب وزارة الصحة الفلسطينية في غزة.