وصل الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي إلى العاصمة الأمريكية واشنطن، اليوم الاثنين، لاستكمال المحادثات بشأن إنهاء الحرب الروسية الأوكرانية، بعد القمة التي عقدت في ألاسكا الجمعة الماضي، وجمعت بين الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ونظيره الروسي فلاديمير بوتين.
مباحثات زيلينسكي في البيت الأبيض
ومن المرتقب أن يصل عدد من رؤساء الوزراء والرؤساء الأوروبيين، إلى واشنطن اليوم، للانضمام إلى الاجتماع لضمان صمود أوكرانيا، في ظل المفاوضات الجارية والتي يتبناها الرئيس الأمريكي، حيث يستهدف القادة الأوربيين، وفقا لما نقلته وسائل إعلام أمريكية، دعم الرئيس الأوكراني في وجه أي تقسيم محتمل لأراضيها على طاولة المفاوضات.
ونقلت أنه يريد المسؤولون الأوروبيون ضمان عدم ميل ترامب إلى الجانب الروسي بشكل مفرط، وعدم محاولته الضغط على زيلينسكي لإبرام صفقة من شأنها أن تُمهد الطريق لتفكك أوكرانيا، وكذلك الوقاية من خطر تقويض الولايات المتحدة، لنشاط حلف الناتو، والذي يعد ركيزة الأمن الأوروبي منذ تأسيس الحلف عام 1949.
وكان الرئيس الأمريكي ونظيره الأوكراني عقدا مباحثات هاتفية، السبت الماضي، حيث أعرب ترامب عن دعمه للضمانات الأمنية الأمريكية لأوكرانيا بعد الحرب، وهو ما يُمثل تحولاً عن موقفه القائل بأن أوروبا يجب أن تتحمل عبء حماية البلاد.
في مؤتمر صحفي عُقد، أمس الأحد في بروكسل، أكدت أورسولا فون دير لاين، رئيسة المفوضية الأوروبية، أهمية الضمانات الأمنية لأوكرانيا واحترام أراضيها، موضحة أنه من الضروري وقف القتل وحثت على إجراء محادثات بين رؤساء روسيا وأوكرانيا والولايات المتحدة في أقرب وقت ممكن.
كذلك نقلت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية، عن دبلوماسي أوروبي، أن قادة القارة المشاركون في الاجتماع يريدون تجنب تكرار اللقاء الأخير الذي جمع بوتين وزيلينكسي في فبراير الماضي، عندما التقى الرئيسان ووقعت بينهم مشادة أمام كاميرات التلفزيون في البيت الأبيض، حيث وبخ ترامب الرئيس الأوكراني قائلًا: "ليس لديك أوراق في الحرب".
أكد الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، فور وصوله إلى واشنطن العاصمة، أنه "لقد وصلتُ بالفعل إلى واشنطن، وسألتقي غدًا بالرئيس ترامب. وغدًا سنتحدث أيضًا مع قادة أوروبيين. أنا ممتنٌّ للرئيس الأمريكي على دعوته. نتشاطر جميعًا رغبةً قويةً في إنهاء هذه الحرب بسرعةٍ وثقة. ويجب أن يكون السلام دائمًا".
وقال: "يقاتل الأوكرانيون دفاعًا عن أرضهم، من أجل استقلالهم. والآن، يحقق جنودنا انتصارات في منطقتي دونيتسك وسومي. أنا واثق من أننا سندافع عن أوكرانيا، ونضمن أمنها بفعالية، وأن شعبنا سيظل ممتنًا دائمًا للرئيس ترامب، وللجميع في أمريكا، ولكل شريك وحليف على دعمهم ومساعدتهم القيّمة".
وأعرب زيلينسكي عن امتنانه لترامب وأمريكا والحلفاء الأوروبيين على الدعم، قال إنه "يأمل أن تدفع القوة المشتركة روسيا إلى إنهاء الحرب التي بدأتها قبل أكثر من ثلاث سنوات، يجب على روسيا أن تنهي هذه الحرب، التي بدأتها بنفسها. وآمل أن تدفع قوتنا المشتركة مع أمريكا، ومع أصدقائنا الأوروبيين، روسيا إلى سلام حقيقي".
الضمانات الأمنية
وعقد الرئيس الأوكراني مؤتمرًا صحفيًا مشتركًا مع رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين، أمس، حيث قال زيلينسكي إن الاجتماع مع الرئيس الأمريكي يجب أن يكون مختلفًا عن المناقشات السابقة حول كيفية تحقيق السلام مع روسيا، والتي سمحت لموسكو بالسيطرة على شبه جزيرة القرم وجزء من دونباس عام 2014.
وأشار إلى أن ما يسمى بـ"الضمانات الأمنية" المُقدمة لأوكرانيا عام 1994 في السنوات التي تلت سقوط الاتحاد السوفيتي لم تُجدِ نفعًا، مؤكدا أن بلاده لن تتسامح مع أي هدنة مؤقتة أخرى، وأن الضمانات القابلة للتنفيذ فقط من الولايات المتحدة وأوروبا يمكن أن تمنع موسكو من شن هجمات في المستقبل.
أفادت وكالة رويترز بأن روسيا وافقت على تقديم ضمانات أمنية لأوكرانيا لكنها تقول إنها بحاجة إلى مثل هذه الضمانات أيضا، حسبما أوردته قناة "القاهرة الإخبارية" في نبأ عاجل.
لقاء بوتين وترامب
وأكد ترامب في تصريحات له يوم الجمعة الماضي، بعد لقائه مع نظيره الروسي، أنه على أوكرانيا أن تدرك أن روسيا دولة أقوى، وأن هذه القوة تعني أن زيلينسكي سيضطر إلى تقديم تنازلات.
ونفى وزير الخارجية الأمريكي، ماركو روبيو، الذي حضر الاجتماعات مع بوتين في القاعدة الجوية الأمريكية خارج أنكوريج، فكرة أن الأوروبيين سيأتون كمجموعة لحماية زيلينسكي من تكرار مشادة الكلام التي جرت في فبراير الماضي، قائلا: "إنهم لا يأتون إلى هنا لحماية زيلينسكي من التنمر، سيأتون إلى هنا لأننا نعمل مع الأوروبيين، لقد دعوناهم للحضور ".
كتب ترامب على حسابه على موقع التواصل الاجتماعي صباح السبت الماضي: "لقد اتفق الجميع على أن أفضل سبيل لإنهاء الحرب المروعة بين روسيا وأوكرانيا هو التوجه مباشرةً إلى اتفاق سلام".