إيذاء النفس لدى المراهقين يُعد من أبرز التحديات الصحية المتزايدة عالميا ، وقد ربطت الأبحاث الحديثة هذا السلوك بمشاكل النوم.
هناك دراسة واسعة النطاق أجراها باحثون وكان اعتمادهم على بيانات أكثر من 10,000 مراهق لفحص العلاقة بين أنماط النوم وإيذاء النفس.
وأظهرت النتائج أن المراهقين في سن 14 عاما الذين عانوا من قلة النوم في أيام الدراسة، أو استغرقوا وقتًا طويلًا للدخول في النوم، أو استيقظوا مرات متكررة خلال الليل، كانوا أكثر عرضة لإيذاء النفس في نفس العمر، كما أن هذه العلاقة استمرت بعد ثلاث سنوات، عند متابعة نفس العينة في سن 17 عامًا.
التحليل أشار إلى أن النوم يظل عامل خطر مستقل ، مما يعني أن مشاكل النوم بحد ذاتها كانت مؤشر ثابت وملحوظ لسلوكيات إيذاء النفس.
ورغم خطورة هذه النتائج، يرى الباحثون جانب إيجابيا ، أن النوم عامل قابل للتعديل، وبالتالي تقليل احتمالية إيذاء النفس.
وشددت الدراسة على أن المراهقة فترة حرجة تستدعي الانتباه المبكر لمشاكل النوم باعتبارها إنذارا مبكرا قد يسبق الأفكار والسلوكيات الانتحارية.
وقالت البروفيسورة نيكول تانغ : يعد إيذاء النفس أحد الأسباب الرئيسية للوفاه بين المراهقين والشباب.
ويؤكد الباحثون إلى أن الاهتمام بصحة النوم ليس مجرد تحسين لنمط الحياة، بل قد يكون وسيلة وقائية طويلة الأمد لحماية المراهقين من مخاطر إيذاء النفس.