تعد السنة الأولى من الأمومة تجربة استثنائية في حياة المرأة، فهي مليئة بالمشاعر المختلطة بين الفرح والرهبة، وتفرض على الأم مسؤوليات جديدة تجاه المولود الصغير، ومع هذا التحول الكبير، قد يمر بعض الأزواج بمشاعر غيرة أو إحساس بالتجاهل، خاصة عندما تنشغل الزوجة باحتياجات الطفل وتفرد له كل وقتها، ولذلك نستعرض في السطور التالية مع استشارية نفسية، كيف تواجه المراة غيرة شريك الحياة من اهتمامها بالمولود الجديد؟، وتحقق التوازن بين حبها ورعايتها لصغيرها من جهة، وحرصها على تقوية علاقتها بزوجها من جهة أخرى.
ومن جهتها قالت الدكتورة رباب الششتاوي استشاري علم النفس، في تصريح خاص لبوابة "دار الهلال"، إن طبيعة المرأة بشكل عام وخاصة المصرية والعربية، تظهر ارتباطًا قويًا بالأطفال، لدرجة أن هناك أسرًا كثيرة تستمر وتتماسك فقط بوجود الأبناء، بينما قد تنهار لو لم يكن هناك أولاد، ومن هنا تتجلى قيمة الطفل داخل الأسرة وارتباط الأم به بشكل خاص، ولكن لا يستوعب الزوج في بعض الأحيان هذا الارتباط القوي، وقد يشعر بأن وجود المولود الجديد خطف منه مكانته في حياة زوجته، وهنا لا يتعلق الأمر بالغيرة من المولود بحد ذاته، بل بشعور الرجل بالتجاهل أو بعدم أهميته، وكأنه لم يعد له دور كما كان في السابق، سواء داخل المنزل أو في حياة شريكته.

وأضافت استشاري علم النفس، على المرأة أن تتبع بعض النصائح التي تساعدها في تحقيق التوازن بين حبها ورعايتها لصغيرها من جهة، وحرصها على تقوية علاقتها بزوجها من جهة أخرى، والتي من اهمها ما يلي:
- يجب على المرأة أن تشعر زوجها دائمًا بأنها بحاجة إليه، ليس فقط كزوج يشاركها حياتها، وإنما أيضًا كأب له دور أساسي في تربية الطفل.
-على الرغم من أن السنوات الأولى يرتبط فيها المولود بالأم أكثر، لكن هذا لا يقلل من أهمية دور الوالد في حياة صغيره، لذلك، على الزوجة أن تساعد على بناء علاقة قوية بين الأب وطفله منذ البداية، وألا تستحوذ وحدها على مشاعر الابن.
- من المهم أن تتذكر الأم أن زوجها شريك أساسي في هذه المرحلة، وأن تبادر بإشراكه في تفاصيل العناية بالرضيع، مثل مساعدته في تهدئة الطفل لينام، أو المشاركة في تحميمه، أو حتى إرضاعه بزجاجة الحليب أحيانًا، فهذه اللمسات الصغيرة تشعر الأب بأهميته وتعزز شعوره بدوره داخل الأسرة، وفي الوقت نفسه تمنح الأم مساحة للتواصل معه كزوج.
- على الزوجين أن يحرصا على الحديث معًا باستمرار حول مشاعرهما واحتياجاتهما، وأن يتشاركا في رسم ملامح مستقبل طفلهما وخطط تربيته، لأن ذلك يعزز من روح الفريق بينهما.
-يجب ألا تنسى المرأة الاهتمام نفسها خلال السنة الأولى من الأمومة، وتنشغل كليًا بالطفل على حساب العلاقة العاطفية مع شريك الحياة، حتى لا يشعر الزوج بأنه فقد مكانته.
- أن تمنح الأم لنفسها وزوجها أوقاتًا خاصة بعيدًا عن الطفل كلما كان ذلك ممكنًا، سواء بتركه مع الجدة أو أحد الأقارب لفترة قصيرة، من أجل قضاء وقت ثنائي مع الشريك، فمع مرور الوقت يكبر الأبناء ويصبح لهم حياتهم الخاصة، لكن الطرفين هما من يكملان مشوارهما معًا.
واختتمت مؤكدة على أن الموازنة بين احتياجات الطفل ومتطلبات العلاقة الزوجية، ليست أمرًا سهلاً في السنة الأولى من الأمومة، لكنها ممكنة إذا أدركت الأم أن الرجل يحتاج أن يظل رقم واحد في حياتها، وأن دوره كشريك وكأب لا يقل أهمية عن دورها هي كأم.