قال الدكتور أيمن سمير خبير العلاقات الدولية، اليوم الخميس، إن إسرائيل تسعى منذ سنوات للحصول على عضوية غير دائمة في مجلس الأمن، وهذا هدفها خلال الفترة المقبلة، وستعمل على تكثيف اتصالاتها بكل الدول المحتمل دعمها لها، لدعم موقفها، مضيفًا أن نجاحها في ذلك ممكن لعدد من الاعتبارات، أولها أن لها علاقات قوية بدول إفريقية ما زالت ترى أن لإسرائيل حقًّا في الترشح والحصول على هذا المقعد.
وأوضح سمير، في تصريح لـ"الهلال اليوم"، أن التصويت في مجلس الأمن خصوصًا في مسألة الترشيحات يخضع لأهواء الدول الكبرى، مثل فرنسا وبريطانيا والولايات المتحدة الأمريكية، وهذه الرغبة تلقي بظلالها على دول أخرى، مؤكدًا أن دولًا تصوت لما تصوت به أمريكا، ولا يمكن الاستناد إلى الموقف الأخير بشأن القدس، لأنها قضية استثنائية وحساسة في العالم العربي والإسلامي.
وأضاف خبير العلاقات الدولية أن هناك استطلاعات أجرتها إسرائيل واتصالات مع مختلف الدول تلقت خلالها وعودًا شبه مؤكدة أنها ستحصل على المنصب وهذه كلها عوامل في صالح إسرائيل، موضحًا أن الرهان في الفترة المقبلة لإفشال هذا الترشح هو التحرك العربي والإسلامي وكتلة دول عدم الانحياز ضد الترشح واستغلال حقيقة أن إسرائيل عنصر ضعف في تشكيل مجلس الأمن الذي مهمته حفظ وصيانة السلام والاستقرار الدولي.
وأكد سمير أن تغيير المواقف لا يمكن أن يتم بين ليلة وضحاها، خصوصًا أن الدول الإفريقية كانت داعمة خلال حكم الرئيس الراحل جمال عبد الناصر للقضية الفلسطينية، إلا أن التحرك الإسرائيلي وتدخلها بإقامة مشاريع واستثمارات في إفريقيا جعل مواقف هذه الدول تتغير لصالحها، وبالتالي لن تتغير المصالح المشتركة نتيجة الاتصالات، مشيرًا إلى أنه رغم ذلك لا يمكن الجزم بنجاح إسرائيل في الحصول على المنصب، لأن الأمر عندما يتعلق بالتصويت، فإنه لا يمكن الجزم بشكل قاطع بترجيح احتمال على آخر، مضيفًا أن التحرك العربي ووضع خطة ورؤية متفق عليها بين الدول العربية والإسلامية مطلوب في هذا الشأن خلال الفترة المقبلة.
وتعتزم إسرائيل الترشح لشغل مقعد غير دائم في مجلس الأمن لعامي 2019-2020، للمرة الأولى في تاريخها، حيث تعمل منذ فترة بمساعدة أمريكية للحصول على دعم دولي يؤهلها للوصول إلى هذه العضوية، إلا أن الدول العربية وضعت خطة للتصدي لهذا الترشح والتحرك خلال الفترة المقبلة.