الثلاثاء 21 مايو 2024

في ذكرى ميلادها.. أم كلثوم تهدي كتاب الله للزعيم الراحل ناصر

30-12-2017 | 17:01

تحل اليوم ذكرى ميلاد كوكب الشرق أم كلثوم معجزة الغناء في الوطن العربي ، وفي ذكراها تضع بوابة الهلال كعادتها كنوز الذكريات ، حيث نطرح اليوم موضوعاً يهم كل عشاق فن أم كلثوم وأيضاً للباحثين والراصدين لمسيرتها الفنية ، وهو تغطية لمجلة الكواكب لحفل عيد النصر بالمنصورة الذي حضره الرئيس جمال عبد الناصر ورفاقه من الضباط الأحرار.

في السابع من مايو 1960 أقيم حفلاً ساهراً في مدينة المنصورة بمناسبة العيد لمحافظة الدقهلية ، وأطلق على المناسبة أيضاً عيد النصر، حيث هزم الفرنسيون في المنصورة وأُسر ملكهم لويس التاسع في دار إبن لقمان ولم يطلق سراحه إلا بعد دفع فدية وكان ذلك في عام 1250 م.

كان الفن سباقاً للإحتفال بتلك المناسبة الوطنية وأعدت لها الأغاني والإستعراضات التي تليق بالحدث الذي كانت بطلته كوكب الشرق أم كلثوم بنت الدقهلية والمنصورة، فقد امتلأ نادي المنصورة الرياضي بجمهور هائل ، وقبل الحادية عشرة مساءً حضر الرئيس جمال عبد الناصر ورفاقه من الضباط الأحرار فدوى التصفيق الهائل الذي هز أرجاء المكان.

افتتحت الستارة عن المسرح المقام لتظهر أم كلثوم وفرقتها وقوفاً لتحية الرئيس وصحبه ، وصفقوا حميعاً للرئيس وهنا بدأت الجماهير بالتصفيق الحاد أيضاً ، وقد اقتربت أم كلثوم من الميكرفون لتلقي خطبة بين يدي الرئيس حيث قالت : سعدنا سيدي الرئيس لذلك الإستقبال العظيم الذي استقبلك به فنانو الهند ، وطربنا لما عرفنا أنهم مسحوا جبهتك بالزيت وأطلقوا من حولك البخور يرقونك ، وسنحذو حذوهم فأقدم لك رقية مباركة تحفظك من العين وتسدد طريقك ، وهو مسدد بالنجاح.

وهبطت أم كلثوم من المسرح لتقدم للرئيس كتاب الله في غلاف أنيق ، حيث صافحته وقدمت المصحف بين يديه فتقبله شاكراً باسماً ، ثم صافحت صحبه من الضباط الأحرار وصفق الجمهور كما لم يصفق من قبل.

غنت أم كلثوم في تلك الليلة ثلاثة أغانِ هي "لسه فاكر" و"أروح لمين" ثم اختتمت بأغنية " الحب كده " ، وقد سهرت المنصور حتى مطلع الفجر في السرادق وفي المقاهي وقد ثبتت الميكرفونات في الشوارع ، وقد عاشت المنصورة ليلة تساوي في روعتها سنيناً ، وانتشى الجميع بوجود الرئيس جمال عبد الناصر وصحبه وأم كلثوم وفرقتها .

 وقدمت تلميذات المدارس بين وصلات أم كلثوم استعراضاً لقصة أسر لويس التاسع وقد أتوا به مكبلاً بالإغلال أمام عرش شجرة الدر التي كانت تقوم بتصريف أمور الدولة آنذاك ، وقدمت التلميذات الصغيرات رقصة أخرى تعبر عن أفراح النصر .