شهد عصر التوسع الاستعماري الأوروبي، تطورًا تكنولوجيا وعلميًا هائلًا بقدر ما تسمح به إمكانيات هذه الفترة التي تعود إلى القرن الثامن عشر، ومن أبرز علامات تلك الفترة البحار والمستكشف الإنجليزي جيمس كوك الذي بدأ في مثل هذا اليوم من عام 1867م أول رحلة استكشافية له، حينما رُقّي إلى رتبة ملازم، وأعطي قيادة السفينة التابعة للجمعية الملكية التي كانت تقوم بعمل ترتيبات واسعة لمراقبة كوكب الزهرة عبر واجهة الشمس، وهو المشروع الذي اهتم به الملك جورج الثالث بشكل شخصي.
ولد القبطان جيمس كوك في قرية تُدعى ماراتون في يوركشاير بإنجلترا، وكان ترتيبه الثاني بين ثمانية أخوة، يعمل والدهم بالأسكتلندي بالفلاحة، لذلك ألحقه بالعمل في بيع الخرودوات في سن الثانية عشرة، ولكنّ الصبي الطموح واسع الخيال قرر الالتحاق بالبحرية البريطانية، وبمرور الوقت ذاته شهرته رياضيًا وفلكيًا وملّاحًا بارعًا.
الجمعية الملكية البريطانية نشرت له تقريرًا عن كسوف الشمس وخسوف القمر، وذلك بعدما تطوع في البحرية كبحار عادي عام 1755م، حينما كانت بريطانيا تعد عدّتها للحرب، وحينها أظهر كوك مارة كبيرة ودراية واسعة في مسح نهر سانت لورانس ورسم خرطة له، الأمر الذي ساعد الجنرال جيمس وولف في الاستيلاء على مويبك ولفت أنظار قيادة القوات البحرية إلى نبوعه المُبكر، وقراته العقلية، واطلاعه الواسه، ومهاراته المتنوعة.
أبحر كوك في صبيحة 25 أغسطس 1768م، على متن السفينة إندفر، رفقة مجموعة من العلماء، وكانت رحلة السفينة وتجهيزاتها خاصة، أي لا تتبع الحكومة البريطانية، حيث تكفّل بتكاليف الرحلة السير جوسف بانكس من ماله الخاص، واستطاع الفريق -حسب المصادر العلمية - من مشاهدة مرور الزهرة في تاهيتي في 3 يونيو 1769.
بعد اتمام المهمة الأولى التي أبرحت السفينة لأجلها، غيرّت خط السير في رحلة بحرية جديدة للبحث عن ما عرف بإسم قارة تيرا أو ستراليس، والتي زعم بعض الجغرافيين أنها في بحار الجنوب، وبالفعل استطاع كوك قهر البحار بأمواجها العاتية وتقلباتها المخيفة، والوصول وصل إلى قارة استراليا التي عُرفت أنذاك بهولندا الجديدة، واستطاع رفقة معاونيه الاستيلاء على ساحلها الشرقي لصالح بريطانية التوسعية الاستعمارية حينها.
بعدما تأكد كوك أنه حقق النتائج المرجوة من رحلته، أبحر من جديد ليطوف حول إفريقيا، ومن ثم العودة مرة أخرى إلى إنجلترا في 12 يونيو 1771م، بعدما حقق العديد من الإنجازات البحرية التي جعلته واحدًا من أشهر وأهم الملاحين والبحارة والمُستكشفين الأوروبيين إلى الآن.