الجمعة 31 مايو 2024

سميرة أحمد.. ومقلب رأس السنة

31-12-2017 | 21:03

عام جديد يشرق بعد ساعات، يحتفي في هذه الليلة كل البشر بكل جنسياتهم، فهم في هذه الليلة يودعون عامًا مضي ويستقبلون عامًا جديدًا، آملين أن يحمل العام الجديد كل الخير والسعادة، وفي هذه الليلة تواكب بوابة الهلال اليوم الحدث وتعود إلى خزائن الذكريات لتلقي الضوء على نجوم الفن وذكرياتهم في تلك الليلة.

للفنانة سميرة أحمد ذكريات خاصة بليلة رأس السنة، فهي في مطلع عام 1961 تروي أحداث طريفة تقول فيها:

كان أحد الفنادق في الإسكندرية قد أعلن عن حفلة كبرى بمناسبة عيد رأس السنة، وكان البرنامج مليئًا بأسماء كبار الفنانين العالميين، اتفقت معهم إدارة الفندق على العمل في الإسكندرية ثلاثة أيام.

وقرأت أسماء الفنانات والفنانين المشتركين في الحفل فبادرت بحجز تذكرتين، لي ولإحدى صديقاتي، لحضور تلك الحفلة العالمية، وفي صباح آخر أيام ديسمبر ركبنا القطار إلى الإسكندرية وكنت قد قضيت ساعات في ترتيب الحقيبة ووضعت فيها أشياء كثيرة.

وما كدت أصل إلى الفندق حتى اكتشفت أن التذكرتين ليستا معي، وعبثًا حاولت أن أتذكر أين وضعتهما بغير جدوى، وجن جنوني، فمعنى أني لا أجد التذكرتين أننا لن نتمكن من مشاهدة الحفلة، وكان ثمنهما غاليًا جدًا، فاتصلت تلغرافيًا بمنزلي في القاهرة ليرسلوا التذكرتين في أول قطار سريع أو في تاكسي خاص.

وانتظرت على أحر من الجمر، وإذا بعاملة التليفون في الفندق تستدعيني لمحادثة تليفونية من القاهرة، كانت خادمتي تحدثني لتبلغني أنها لم تجد التذكرتين، واضطررت أن أركب تاكسي إلى القاهرة للبحث بنفسي عن التذكرتين، وحين وصلت إلى البيت تذكرت أنني وضعتهما في المعطف الذي كنت أحمله، وأنني أخذت المعطف معي إلى الإسكندرية.

فعدت بنفس التاكسي، وما كدت أصل إلى الفندق حتى اكتشفت أن صديقتي لاحظت أن المعطف قد علق به بعض الغبار فأعطته لأحد الخدم بالفندق ليقوم بتنظيفه، وأسرع الخادم إلى المكان المخصص لكي وتنظيف الملابس، فإذا به يكتشف أن هذا القسم قد أغلق أبوابه وأن عماله لن يعودوا قبل اليوم التالي لعيد رأس السنة.

اتصلت بالمترودوتيل وشرحت له الأمر وأنا أتميز غيظًا وأرسل رسولًا خاصًا للبحث عن أحد المشرفين على قسم تنظيف الملابس لفتح القسم، وأخيرًا جاءوا بالمعطف، وما كدت أرى الخادم يحمله حتى اندفعت إليه أقبله، أقبل المعطف طبعًا.

وأرسلت يداي تبحثان عن التذكرتين في الجيوب دون جدوى، واشتد بي الغيظ وصرخت، التذاكر، سرقوا التذاكر، وصممت على حضور الحفل بأي ثمن، وأسرعت إلى الكوافير لأصفف شعري، ثم أسرعت إلى غرفتي في الفندق لارتداء ملابس السهرة، وما كدت أجذب فستان السهرة من الحقيبة حتى سقطت التذكرتان.

وتذكرت أنني في الصباح كنت قد وضعت التذكرتين في المعطف ثم نقلتهما إلى إحدى الطيات الصغيرة في فستان السهرة حتى لا أنساهما، العجيب أنني لم أستطع متابعة الحفل بعد هذا الإرهاق، فاضطررت للعودة إلى الفندق، لأن النوم سلطان.