في الأول من سبتمبر عام 1970، رحل الكاتب الفرنسي فرنسوا مورياك عن عمر ناهز 84 عامًا، أحد أبرز كتّاب فرنسا في القرن العشرين، كان ضميرًا حيًا في زمن الاضطراب، وواحدًا من الأصوات التي مزجت بين الإيمان المسيحي والقلق الوجودي، وبين الفن والالتزام السياسي، وفاز بجائزة نوبل للآداب سنة 1952.
النشأة والمسار الأدبي
وُلد مورياك في مدينة بوردو الفرنسية عام 1885، ونشأ في كنف أسرة برجوازية متدينة، درس الأدب في جامعة بوردو، ثم التحق بالمدرسة الوطنية للمواثيق في باريس، لكنه سرعان ما ترك الدراسة ليتفرغ للكتابة.
بدأ مسيرته الشعرية عام 1909 بديوان الأيدي المتشابكة، لكنه وجد صوته الحقيقي في الرواية، حيث كتب عن الصراع الداخلي، الخطيئة، والنعمة، في سياق اجتماعي ونفسي عميق.
أبرز أعماله
امتازت روايات مورياك بالتركيز على النفس البشرية، وغالبًا ما دارت أحداثها في أجواء خانقة داخل الطبقة الوسطى في بوردو.
من أبرز أعماله:
- قبلة الأبرص (1922)
- صحراء الحب (1925)
- تيريز ديكيرو (1927): رواية دفعت بطلتها لمحاولة قتل زوجها للهروب من حياة زوجية خانقة
- عقدة الأفاعي (1932): تُعد من أبرز أعماله، تصور ضغينة رجل تجاه عائلته وتحوله الروحي
- امرأة من الفريسيين (1941): تحليل للنفاق الديني والرغبة في السيطرة
كما كتب مسرحيات مثل أسموديوس والمحبوبون الفقراء، وسيرًا ذاتية وتأملات دينية مثل الله والمال وحياة المسيح.
الجوائز والتكريم
- جائزة نوبل في الأدب عام 1952، تقديرًا لعمق أعماله الروائية التي جسدت الصراع الروحي والإنساني.
- وسام جوقة الشرف من رتبة الصليب الأكبر عام 1958
- عضوية الأكاديمية الفرنسية منذ عام 1933⁽¹⁾
توفي مورياك في باريس، ودُفن في مدينة فيمار، ترك خلفه أكثر من 30 مؤلفًا، ومكانة راسخة في الأدب الفرنسي، ككاتب استطاع أن يكتب عن الجحيم الداخلي بلغة الإيمان، وعن الحب المستحيل بلغة الخلاص.