أكد الدكتور محمد أحمد إبراهيم، أستاذ التاريخ الإسلامي بكلية الآداب - جامعة بني سويف أن دار الفطرة في عصر الخليفة العزيز بالله كانت تصنع جميع أنواع الحلوى الخاصة بالاحتفالات من حلوى يابسة يتم توزيعها في المشاهد الخاصة لآل البيت والجامع الأزهر، في عهد الدولة الفاطمية.
وأضاف خلال ندوة عقدتها دار الكتب والوثائق القومية اليوم الثلاثاء احتفالًا بذكرى المولد النبوي الشريف بعنوان "مظاهر الاحتفال بالمولد النبوي الشريف في التراث الإسلامي": بلغت الاحتفالات ذروتها في عهد الخليفة الآمر لأحكام الله وهى الفترة التي تحدث عنها المؤرخون بالتفصيل مثل الخشكناني وهو ما يعرف الآن بالبقلاوة. وكان الأمراء وكبار رجال الدولة يتنافسون في إقامة الولائم احتفالا بالمولد وتم تخصيص مبالغ محددة من النجوى التي كان يدفعها الشيعة الإسماعيلية للدولة لأغراض الاحتفال. وكان الخليفة يحرص كل الحرص على المشاركة والخروج على الناس من المنظرة ليشاهد الاحتفال ويشاهده الناس".
طقس تصنيع واقتناء العروسة والحصان
وحول طقس تصنيع واقتناء العروسة والحصان فقد اختلفت الآراء، فالبعض يراها امتدادا للاحتفالات بوفاء النيل وعروس النيل والبعض كان يراها محاكاة من السكر للأسمطة وأنواع الطعام وأشكال المحتفلين، أما الرواية الثالثة فتقول أن تحريم الخليفة الحاكم بأمر الله لمظاهر الزواج إلا ما كان مواكبا للمولد النبوي جعلت أهل العروسين يصنعون من السكر حلوى على هيئة عروس وعريس على ظهر حصان حيث أقيمت معظم الأفراح في وقت يتواكب مع المولد. أما الرأى الذي رجحه الدكتور إبراهيم هو أن العروس ترمز السيدة فاطمة والفارس على الحصان الذي يرمز إلى علي بن أبي طالب وأيضا إلى الخليفة القائم وانتسابه للعروس التي تمثل الزهراء. وكان العامة يحرصون على الاحتفال وطهى صنوف الطعام المختلفة احتفالا بتلك المناسبة وهو ما امتد حتى الآن في البيوت المصرية. وكان صناع الحلوى في مدينة الفسطاط يتفنون في صناعة حلوى المولد تنافسا على حب النبي وآل بيته مع صناع الحلوى في القاهرة.