الجمعة 5 سبتمبر 2025

تحقيقات

خبير الشأن الإيراني: طهران تتجنب الصراع مع إسرائيل.. والأخيرة أجرأ على ضربها

  • 5-9-2025 | 14:37

الدكتور علاء السعيد

طباعة
  • محمود غانم

أكد الدكتور علاء السعيد، خبير الشأن الإيراني، أن التصريحات الأخيرة الصادرة عن مساعد وزير الخارجية الإيراني بشأن الاستعداد لمواجهة محتملة مع إسرائيل لا تعكس في الحقيقة قوة بقدر ما تكشف عن أزمة عميقة تعيشها طهران سياسيًا وعسكريًا.


وأوضح السعيد، في حديثه لـ"دار الهلال"، أن إيران تدرك جيدًا أن الدخول في مواجهة مباشرة مع إسرائيل في هذه المرحلة أمر شبه مستحيل، بسبب ضعف بنيتها العسكرية التقليدية وغياب الغطاء الدولي لأي عملية من هذا النوع.


وأكد أن الجيش الإيراني يعاني من تراجع في قدراته الجوية والدفاعية مقارنة بالتطور التقني الهائل للترسانة الإسرائيلية، كما أن العقوبات الاقتصادية المتراكمة أثرت سلبًا على قدرته على تحديث أنظمته القتالية.

وعلى المستوى السياسي، أضاف خبير الشأن الإيراني أن طهران تعيش عزلة متزايدة حتى بين حلفائها التقليديين، وتواجه أزمات داخلية حادة تتعلق بالاقتصاد والاحتجاجات الشعبية المستمرة منذ العام الماضي، ما يجعل أي مغامرة عسكرية مجازفة خطيرة قد تهدد استقرار النظام نفسه.


وفي حال اندلاع مواجهة، فإن أقصى ما يمكن أن تفعله إيران هو تفعيل أدواتها الإقليمية مثل بعض فصائل ما يُسمى "محور المقاومة" في لبنان أو اليمن أو العراق، لكن حتى هذه الورقة لم تعد بنفس الفاعلية كما في السابق، بسبب الضغوط الدولية وتراجع التمويل الإيراني نتيجة العقوبات، بحسب السعيد.


ورأى أن التصعيد الكلامي الإيراني موجه بالدرجة الأولى للداخل الإيراني لرفع المعنويات، وليس استعدادًا فعليًا لخوض مواجهة مع إسرائيل.


وعلى الجانب الآخر، قال السعيد إن تل أبيب تمتلك تفوقًا عسكريًا نوعيًا يجعلها قادرة على شل القدرات الإيرانية خلال ساعات إذا اندلعت أي حرب مباشرة.


وبناءً على المعطيات الحالية، أوضح أن طهران تلوح بالقوة بينما تفتقر إليها فعليًا، وتحاول استخدام التهديدات الإعلامية كأداة للردع، لكنها في الواقع تسعى بكل الوسائل لتجنب أي صدام مفتوح قد يكشف هشاشتها السياسية والعسكرية.

سيناريوهات الصراع
لكن في حالة اندلاع مواجهة عسكرية بين إيران وإسرائيل، يتوقع السعيد أن تتجه السيناريوهات نحو ثلاثة مسارات محتملة:
• حرب قصيرة ومحدودة تقتصر على تبادل الضربات الجوية والصاروخية بين الجانبين دون توسع إقليمي واسع.
• تصعيد إقليمي أوسع عبر تدخل فصائل مسلحة موالية لإيران في لبنان واليمن والعراق، مما قد يجر المنطقة إلى فوضى أمنية شاملة.
• تدخل قوى دولية كبرى تساند الطرفين أو أحدهما، وهو السيناريو الأقل احتمالًا، لكنه قد يجر المنطقة إلى حرب شاملة يصعب السيطرة عليها.

أخبار الساعة

الاكثر قراءة