السبت 6 سبتمبر 2025

تحقيقات

خبير شؤون دولية: إسرائيل تقضي على حلم الدولة الفلسطينية لصالح تمددها

  • 6-9-2025 | 13:56

الدكتور هاني الجمل

طباعة
  • محمود غانم

قال الدكتور هاني الجمل، الخبير في الشؤون الدولية، إن ما تقوم به إسرائيل في الوقت الراهن يمثل مخططًا لليمين المتطرف للقفز على الاتفاقيات الدولية المبرمة، فضلًا عن الانسجام مع الموقف الأمريكي، الذي يتباطأ في إعادة مبعوث الرئيس الأمريكي للشرق الأوسط ستيف ويتكوف للتوافق على المقترح الذي قدمه.

وأوضح الجمل، في تصريح لـ"دار الهلال"، أن العمليات العسكرية الإسرائيلية في غزة تأتي بناءً على توجيهات رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، وبدعم كبير من وزير المالية بتسلئيل سموتريتش، ووزير الأمن القومي إيتمار بن جفير، بهدف القضاء على حلم قيام الدولة الفلسطينية، وإحراج الدول التي أعلنت رغبتها في الاعتراف بدولة فلسطين خلال اجتماعات الأمم المتحدة المقبلة.

وأضاف أن هذا الأمر يشكل أزمة نوعية لدول الجوار، خاصة بعد تصريحات نتنياهو التي تحدث فيها عن تهجير الفلسطينيين عبر البوابات المصرية، وهو ما يحرج النظام المصري، ويعكس النية الإسرائيلية – الأمريكية لإفراغ قطاع غزة وتحويله إلى ما وصفه الرئيس الأمريكي بـ"بريفيرا الشرق الأوسط".

ورأى الجمل أن ذلك قد يتبعه تصعيد العمليات الإسرائيلية في الضفة الغربية، ثم امتدادها إلى جنوب لبنان لتثبيت الوجود الإسرائيلي هناك.

وأكد خبير الشؤون الدولية أن هذه التصريحات تتناقض مع الموقف الفرنسي، الذي تعهد لدى الجانب الإسرائيلي بالعمل على إحداث تغيير أيديولوجي لدى الفلسطينيين من خلال تعديل المناهج التعليمية، بما يفرز أجيالًا تؤمن بالتعايش بين الفلسطينيين والإسرائيليين على حدود 1967، مشيرًا إلى أن التصعيد الحالي يخالف هذا المسار، الذي سعت أوروبا إلى ترسيخه في إطار هندسة مشهد جديد للعلاقات التي تؤثر على مصالحها في المنطقة.

وفي السياق ذاته، أوضح الجمل أن العمليات الإسرائيلية تستند، بما لا يدع مجالًا للشك، إلى "بروتوكول هنيبال"، الذي يقوم على التضحية بالأسرى الإسرائيليين لدى المقاومة الفلسطينية من أجل تحقيق التمدد للدولة اليهودية، ليس فقط من النيل إلى الفرات، بل كما قال بن جفير عبر "ممر داود"، لإقامة دولة إسرائيلية قائمة على الإثنية والعرقية والدينية، ضمن ما يسمونه بـ"إسرائيل الكبرى"، حيث يسعى اليمين المتطرف لفرض مشروع ديني على حساب الدولة العلمانية.

وأشار إلى أن ذلك قد يدفع المنطقة إلى الدخول في حالة فوضى عارمة، تُمهِّد لما يسمى بـ"الشرق الأوسط الجديد".

الرد المصري قاطع

وبشأن الرد المصري على تصريحات نتنياهو حول تهجير الفلسطينيين، شدد الجمل على أن القاهرة أبدت موقفًا حاسمًا، مؤكدة أنها لن تشارك بأي شكل من الأشكال في عملية التهجير.

وقال إن البيان المصري أكد كذلك أن مصر لن تكون أداة لمساعدة إسرائيل في تفريغ القطاع من سكانه، مشددًا على أن القاهرة كانت الدولة الوحيدة التي عرقلت هذه المخططات، سواء بالتهجير الطوعي أو القسري، حفاظًا على حلم الدولة الفلسطينية.

ولفت إلى أن هذا البيان يعكس ثوابت السياسة المصرية تجاه القضية الفلسطينية، التي أكدها الرئيس عبد الفتاح السيسي، موضحًا أن مصر تنتهج دبلوماسية راقية داعمة لحقوق الشعب الفلسطيني.

وأضاف أن القاهرة حرصت دائمًا على كشف ما يجري في القطاع من إبادة جماعية ممنهجة ضد الفلسطينيين، في انتهاك صارخ للقانون الدولي والقانون الدولي الإنساني ونظام روما الأساسي.

واختتم الجمل بالتأكيد على أن هذا الموقف جزء أصيل من عقيدة الدولة المصرية في مواجهة المخططات التي تستهدف الشعب الفلسطيني، وتجسيدًا للتوجه المصري الثابت في دعم القضية الفلسطينية بكل ما تملك من قوة.

الاكثر قراءة