نظّمت مكتبة الإسكندرية جلسة حوارية عنوانها "الأمير طلال والتنمية المستدامة" تحت شعار "التنمية المستدامة نهج مؤسسي"، ضمن جدول فعاليات النسخة السادسة من معرض "طلال.. تاريخ تقرأه الأجيال"، بحضور صاحب السمو الملكي الأمير عبد العزيز بن طلال بن عبد العزيز آل سعود، رئيس المجلس العربي للطفولة والتنمية، وعدد من الشخصيات الفكرية والدبلوماسية والثقافية البارزة.
وأكد الدكتور أحمد زايد، مدير مكتبة الإسكندرية، أن الجلسة تكتسب أهمية خاصة كونها تطرح قضية جوهرية في مسار التنمية، وهي ضرورة تحويل الخطاب التنموي إلى ممارسة مؤسسية قابلة للاستمرار والتأثير.
وأوضح أن الأمير طلال بن عبد العزيز رحمه الله لم يكتف بطرح أفكار تنموية، بل أسس مؤسسات فاعلة في مجالات التعليم، ومكافحة الفقر، ودعم المجتمع المدني، والتعاون مع منظمات دولية مثل اليونيسف واليونسكو، مما جعل من رؤيته نموذجًا عمليًا يحتذى به.
وأضاف زايد أن العمل المؤسسي يضمن بقاء الأثر واستمرارية الإنجاز، مشيرًا إلى أن الشعوب التي تنجح في الانتقال السلس بين السلطات تعتمد على مؤسسات قوية، لا على الأفراد وحدهم، وهذا النهج يجب أن يُحتذى في العالم العربي، ليس فقط في التنمية، بل في إدارة التحولات السياسية والاجتماعية، لأن الأفراد يأتون ويغادرون، فيما تبقى المؤسسات شامخة راسخة عبر التاريخ.
من جهته تناول الدكتور حسن البيلاوي، الأمين العام للمجلس العربي للطفولة والتنمية، الجانب الفكري في مسيرة الأمير طلال، واصفًا إياه بالمفكر الذي حمل هموم أمته وسعى إلى نهضتها من خلال الحوار والانفتاح على مختلف التيارات الفكرية. وأشار إلى أن الأمير طلال خاض معركة حضارية وسياسية في آنٍ واحد، وأن الأمة العربية اليوم في أمسّ الحاجة إلى أفكاره وشجاعته الفكرية.
وأكد البيلاوي أن الأمير طلال ساهم في تعزيز الحوار بين مختلف الأطياف الفكرية، من اليمين إلى اليسار، ومن الإسلاميين إلى الراديكاليين، وكان يتحاور معهم بصدر واسع وفكر مفتوح، ويعلق بشجاعة المفكر.
جاء تنظيم هذه الجلسة بالتزامن مع اليوم الدولي للعمل الخيري، ضمن فعاليات معرض "طلال.. تاريخ تقرأه الأجيال" الذي انطلقت نسخته الأولى عام 2020، وتنقل بين الرياض والكويت والقاهرة، وصولًا إلى مكتبة الإسكندرية هذا العام. ويضم المعرض 11 جناحًا توثق مسيرة الأمير طلال التنموية والثقافية، ويعرض مقتنيات شخصية، ووثائق نادرة، ومراسلات رسمية، ومؤلفات وأفلام توثيقية.
ويفتح المعرض أبوابه للجمهور يومي 8 و9 سبتمبر 2025، من الساعة 11 صباحًا حتى 7 مساءً، بمركز مؤتمرات مكتبة الإسكندرية، ويصاحبه نشاط ثقافي يتضمن ندوات فكرية حول رؤية الأمير طلال في التنمية والتعليم والتمكين، بالإضافة إلى جلسة خاصة لشهادات حية ومواقف إنسانية ممن عاصروه، وتوقيع بروتوكول تعاون بين مكتبة الإسكندرية والجامعة العربية المفتوحة (فرع مصر) التي أسسها الأمير طلال، وتمتد فروعها اليوم إلى أكثر من 9 دول عربية.