يحتفل الفلاحون اليوم بمناسبة عيد الفلاح والذي يخلد ذكرى صدور قوانين الإصلاح الزراعي بعد ثورة 23 يوليو 1952، ففي مثل هذا اليوم قبل 73 عامًا، كان الفلاحون على موعد مع تملك أرضهم لأول مرة بما حقق العدالة الاجتماعية التي كانت أحد مبادئ الثورة، لتستمر الدولة حتى ذلك الحين في دعم الفلاحين والمزارعين عبر جهود مستمرة لم تنقطع.
عيد الفلاح
صدر قانون الإصلاح الزراعي في 9 سبتمبر 1952، وتحتفل مصر في هذا اليوم من كل عام بعيد الفلاح، تخليدا لذكرى القانون الذى أصدره الرئيس الراحل جمال عبد الناصر عقب قيام ثورة يوليو 1952، تقديرا لدور الفلاح فى تنمية الإقتصاد المصرى، حيث نص القانون وتعديلاته على تحديد الملكية الزراعية للأفراد، وبموجبه انتقلت ملكية الأرض من كبار الملاك ليتم توزيعها على صغار الفلاحين المعدمين، حيث صدرت تعديلات متتالية حددت ملكية الفرد والأسرة، بواقع 200 فدان، وتوزيع المساحة الباقية على الفلاحين بحد أدنى فدانين ولا تزيد عن 5 أفدنة للفلاح الواحد، تبعا لجودة الأرض الزراعية، وتدرجت التعديلات، ليصبح حد الملكية 100 فدان ثم 50 فدانًا للملاك القدامى.
وكان قانون الإصلاح الزراعي أول قانون يتم على أثره توزيع 700 ألف فدان علي صغار الفلاحين الذين امتهنوا الزراعة وليس لديهم ملكيات زراعية، بعد نزع الأراضي من كبار الملاك وتوزيعها على صغار الفلاحين المعدمين بمعدل 5 أفدنة لكل فلاح، حيث ساهمت تلك القوانين في إنشاء جمعيات للإصلاح الزراعى لتتولى تسليم الأراضي وتوزيعها على الفلاحين.
دعم المزارعين
وأولت الحكومة طوال السنوات الماضية اهتماما كبيرا بدعم الفلاحين والمزارعين، وهو ما انعكس على مؤشرات قطاع الزراعة، حيث بلغت نسبة زيادة المساحة المنزرعة 12.4% لتصل إلى 10 ملايين فدان عام 2024، مقابل 8.9 مليون فدان عام 2014، فضلاً عن بلوغ نسبة زيادة صادرات السلع الزراعية إلى 8.6 مليون طن، بقيمة 4.13 مليار دولار، مقابل 4.3 مليون طن عام 2014.
وبلغ إجمالى الصادرات الزراعية ارتفاعًا ملحوظًا إلى 5.2 مليون طن خلال النصف الأول من العام الجاري، وقال وزير الزراعة إن الصادرات تجاوزت هذا الموسم حتى الآن 7 مليون طن، بزيادة أكثر من 650 ألف طن عن نفس الفترة العام الماضي، لافتًا إلى أن مصر أصبحت تصدر حوالي 405 منتج زراعي، إلى 167 دولة حول العالم.
تطبيق نظام الزراعة التعاقدية
ونجحت الدولة في إتاحة التمويل للفلاح وتطبيق نظام الزراعة التعاقدية، حيث بلغت قيمة قروض تمويل المحاصيل الاستراتيجية، نحو 10 مليارات جنيه سنوياً بفائدة ميسرة 5%، حيث تتحمل الدولة دعم يبلغ أكثر من 500 مليون جنيه سنوياً من التمويل، بجانب استفادة نحو 300 ألف مزارع وفلاح من هذا التمويل.
كما تم تطبيق نظام الزراعة التعاقدية وهو سعر الضمان الذي تضمن به الدولة للفلاح أقل سعر يمكن أن يبيع به المحصول، ويضمن له تحقيق الربح، وتم تحديد أسعار الضمان للمواسم الماضية، لطن الذرة الصفراء 9.5 ألف جنيه كحد أدنى لموسم 2023/2024، ويتم البيع بسعر السوق والذي وصل اليوم إلى 11.4 ألف جنيه، بينما وصل سعر الضمان لفول الصويا إلى 18 ألف جنيه لموسم 2023/2024، ويتم البيع بسعر السوق والذي وصل اليوم إلى 21.4 ألف جنيه.
كذلك أعلنت الحكومة عن أسعار توريد محصول القمح لموسم 2025/2026، وجاءت أسعار توريد أردب القمح لموسم 2025/2026 وفقا لدرجات النظافة كالتالي: (2250 -2300 -2350) جنيه /أردب على التوالي لدرجات النظافة (22.5 – 23 -23.5)، كما وافق مجلس الوزراء على أن يكون سعر توريد قصب السكر لموسم 2025/2026 بواقع 2500 جنيه للطن، وأن يكون سعر توريد بنجر السكر لموسم 2025/2026 بواقع 2000 جنيه للطن.
تحسين الري والتوسع الزراعي
وعملت الدولة على التوسع الزراعي وتحسين الري، واستصلاح واستزراع أراض جديدة، لتصل إجمالي المساحة المستصلحة 2.1 مليون فدان منذ 2014، وكانت أبرز المشروعات (مشروع الدلتا الجديدة ومشروع تنمية سيناء ومشروع الريف المصرى ومشروع شرق العوينات).
وتشمل المنظومة استنباط أصناف ذات إنتاجية عالية، حيث تم استنباط وتسجيل 5 أصناف جديدة من القمح لتصل بإنتاجية الفدان إلى أكثر من ٢٠ إردباً، كما تم استنباط وتسجيل 5 أصناف جديدة من القطن لتصل الإنتاجية من 8 إلى 10 قنطارات للفدان.
وبشأن تحديث نظم الري، تم الانتهاء من تنفيذ 7795 كم أطوال ضمن المشروع القومي لتأهيل وتبطين الترع، في حين تم الانتهاء من تحديث نظم الرى بـ 1.02 مليون فدان، وجار تحديث نظم الري في 1.10 مليون فدان من مزارع قصب السكر والبساتين، بجانب تأهيل 118.1 كم من المساقي.
توفير الأسمدة
وتتضمن جهود الدولة تلبية احتياجات الفلاحين من الأسمدة، حيث تم توزيع أكثر من 9 ملايين طن أسمدة مدعومة على صغار المزارعين، بدعم بلغ نحو 45 مليار جنيه خلال الأربع سنوات الماضية، كما بلغت نسبة التغطية الحالية للتقاوى المعتمدة لكل من أفدنة الذرة وأفدنة القمح 100%..
كما تم خلال هذا العام تنفيذ حوالي 13 حملة قومية للنهوض بالمحاصيل الاستراتيجية المختلفة، وعلى رأسها: القمح والأرز والذرة وفول الصويا، على مستوى المحافظات، ذلك يالإضافة إلى 15 ألف حقل إرشادي تم تنفيذها لتطبيق الممارسات الزراعية الجيدة في الريف بمحافظات الدلتا والوادي، لافتا إلى أنه تم أيضا إطلاق مبادرة لتفعيل دور المراكز الإرشادية الزراعية بالمحافظات، حيث تم من خلالها تنفيذ نحو 26370 نشاط إرشادى متنوع، استفاد منه حوالي 688655 مزارع، بمشاركة 1653 خبيرا فنيا وإرشاديا، من خبراء وعلماء مركز البحوث الزراعية، والمهندسين الزراعيين بمديريات الزراعة في المحافظات.
دعم الإنتاج الحيواني
ولدعم الإنتاج الحيواني، تم إجراء تحسين وراثي للسلالات المحلية، حيث تم إنشاء 1485 نقطة تلقيح اصطناعى بالوحدات البيطرية وتجهيزها بالأجهزة المطلوبة، خاصة لصغار المزارعين والمربيين.
وبالنسبة لمشروع إحياء البتلو، بلغ إجمالي ما تم تمويله للمشروع حتى الآن أكثر من 9 مليارات و715 مليون جنيه لحوالي 44.9 ألف مستفيد، لتربية وتسمين ما يزيد عن 520 ألف رأس ماشية، سواء كانت عجولًا لإنتاج اللحوم أو عجلات عالية الإنتاجية لإدرار الألبان، لتوفير المزيد من اللحوم والألبان.
كذلك تم إنشاء 32 وحدة بيطرية، وإحلال 96 وحدة، وتطوير ورفع كفاءة 209 وحدات بيطرية أخرى، فضلاً عن بلوغ الطاقة الإنتاجية للقاحات البيطرية وللسيطرة على الأمراض والأوبئة 2 مليار جرعة سنوياً بدلاً من 120 مليون جرعة.
وفيما يخص مراكز تجميع الألبان، استهدفت الدولة تطوير826 مركزاً لتجميع الألبان، وقد تم الانتهاء من تطوير 296 مركزاً منهم حتى الآن، من بينهم 41 مركزًا تم إنشاؤهم في المجمعات الزراعية بقرى المبادرة الرئاسية "حياة كريمة" لتنمية الريف المصري، بينما بلغت تكاليف إصدار شهادة الاعتماد الدولي(HACCP) 50 ألف جنيه تتحملها الدولة دعماً للمربي الصغير وفتحاً لآفاق التصدير، في حين يتم إنتاج 6.5 مليون طن ألبان سنوياً في إطار المشروع.
تم إنشاء مجمعات الخدمات الزراعية بقرى المبادرة بلغ عددها حوالي 329 مركزًا في 20 محافظة على مستوى الجمهورية، حيث تشمل: 326 جمعية زراعية، 303 وحدات بيطرية، فضلًا عن 302 مركز إرشادي، و41 مركزًا لتجميع الألبان، تم تجهيزها وتأثيثها بأحدث الأجهزة الفنية، في إطار دعم صغار المزارعين والمنتجين.
تم إصدار نحو 13,092 ترخيص تشغيل ما بين تجديد وأول مرة، لمشروعات الإنتاج الحيواني والداجني والعلفية ومراكز تجميع الألبان، من بينها 6,052 تصريح لمزاولة نشاط تربية الماشية للمربي الصغير. وأوضح أنه تم هذا العام إطلاق نحو 5270 قافلة بيطرية مجانية، تم تنفيذها لتقديم خدمات بيطرية متكاملة على مستوى محافظات الجمهورية، مع التركيز على المناطق النائية.
وتم زيادة الطاقة الإنتاجية من اللقاحات البيطرية المنتجة محليًا إلى 2.3 مليار جرعة سنويًا بدلاً من 120 مليون جرعة سنويًا، كما بلغت إجمالي التحصينات السيادية للأمراض الوبائية منذ بداية العام الحالي وحتى الآن حوالي 14.5 مليون جرعة.
كارت الفلاح
ونجحت الدولة في توفير كارت الفلاح الذكي، حيث تم إصدار 4.8 مليون كارت فلاح ذكي مطبوع منذ 2018، وفقًا للمنظومة وخلال الموسم الزراعي الصيفي الحالي، قد تجاوزت نسب توزيع الأسمدة المدعمة على المستحقين 80%، بكمية حوالي مليون طن، علمًا باستمرار عمليات الصرف حتى نهاية شهر سبتمبر الجاري.
ويمثل المشروع يمثل نقلة نوعية في دعم القطاع الزراعي، حيث يهدف إلى بناء قاعدة بيانات قومية دقيقة وشاملة للحيازات الزراعية، حيث يضمن الكارت وصول الدعم لمستحقيه فعليًا من خلال القضاء على ظاهرة تسريب الدعم، كما يسهل على الفلاحين الحصول على كافة مستلزمات الإنتاج المقررة لهم.
كما تم ميكنة 20 خدمة زراعية وإطلاقها عبر بوابة مصر الرقمية، وتزويد 5830 جمعية زراعية بأجهزة التابلت وPOS، علاوة على استفادة نحو مليوني فلاح من تطبيق "الهدهد" المساعد الذكي للفلاح الجاري تحديثه ليتواكب مع أحدث أنظمة الذكاء الاصطناعى.
وبشأن جهود تعزيز القدرات التسويقية للمزارعين، فتشمل وفقًا للتقرير مشروع تعزيز القدرات التسويقية لصغار المزارعين، حيث بلغت قيمة تمويل المشروع 108.2 مليون دولار، واستفاد منه 50 ألف أسرة، من خلال زيادة دخلهم ورفع القدرات التسويقية لهم.
منظومة التكويد
وطبقت وزارة الزراعة منظومة "التكويد الزراعي" كآلية مصرية لتتبع الحاصلات الزراعية الموجهة للتصدير باستخدام تقنيات الأقمار الصناعية (GPS) لرفع إحداثيات المزارع، وذلك لضمان التزام المزارع بالمواصفات القياسية للدول المستوردة، وضمان سلامة المنتجات، وتسهيل تتبعها بدءًا من المزرعة وحتى وصولها للمستورد.
وتتيح منظومة «التكويد» والتتبع لكل المزارع والمنشآت التصديرية متابعة "الشحنة التصديرية"، بداية من فحص التقاوى قبل دخولها مصر، وزراعتها، ورصد استخدامات المبيدات والأسمدة، وتتبع عملية الجمع والتعبئة والتغليف، ومدى مطابقتها لاشتراطات الدول المستوردة.
وتشمل المنظومة حالياً 11 محصولًا وهم (العنب، والفراولة، والفلفل، والجوافة، والرمان، والموالح، والبصل، والمانجو، والفول السودانى، والتمور للصين والخوخ للاتحاد الأوروبي).