في وقت تتزايد فيه التحديات أمام اللغة العربية والفكر الإسلامي، يبرز اسم الدكتور عبد الحميد عبد المنعم مدكور كأحد أبرز حراس الهوية الثقافية في العالم العربي، فهو الأستاذ الجامعي والمفكر الموسوعي الذي أسهم في تجديد الخطاب التراثي وتعميق الفهم الفلسفي الإسلامي، بين قاعات دار العلوم ومكتبة الإسكندرية ومجمع اللغة العربية، تنقل بثبات وبصيرة، وقدم مؤلفات راسخة وأشرف على موسوعات شكلت مرجعًا للأجيال.
ولد ادكتور عبد الحميد عبد المنعم مدكور بقرية «باسوس» إحدى قرى مركز القناطر الخيرية التابع لمحافظة القليوبية في 1 أغسطس عام 1942م، حصل على الليسانس من كُلِّيَّة دار العلوم جامعة القاهرة في يونيو 1966 بتقدير ممتاز مع مرتبة الشرف الأولى، ونال الماجستير عام 1972م بتقدير ممتاز، حصل على الدكتوراه عام 1980م بتقدير ممتاز مع مرتبة الشرف الأولى بعد مهمة علمية إلى فرنسا،
المسيرة الأكاديمية.. رحلة مثمرة وجهد كبير
يعمل الدكتور عبد الحميد مكور، أستاذًا متفرغًا بكلية دار العلوم جامعة القاهرة منذ 2007 م ومعيد بكلية دار العلوم جامعة القاهرة من 1966م، مدرس مساعد بكلية دار العلوم جامعة القاهرة من 1972م، مدرسًا بكلية دار العلوم جامعة القاهرة 1980م، أستاذ مساعد بكلية دار العلوم جامعة القاهرة 1990م، أستاذًا بكلية دار العلوم جامعة القاهرة في 1995 ثم أعير إلى كُلِّيَّة التربية بجامعة الملك سعود بالرياض في الفترة (1983-1988م، وأعير إلى كُلِّيَّة الشريعة جامعة قطر في الفترة «1993-1998م»، وعاد بعد ذلك الدكتور عبد الحميد مدكور للعمل أستاذًا بكلية دار العلوم جامعة القاهرة مرة أخرى، واختير عضوًا بلجنة الفكر الإسلامي في المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية 1998م
وانتخب د. عبد الحميد مدكور، عضوًا بمجمع اللغة العربية بالقاهرة في 2003م، عمل أستاذًا زائرًا بكلية الشريعة بجامعة اليرموك عام 2005م وعمل أستاذًا بالجامعة الأمريكية بالقاهرة للتدريس بقسم الدراسات العليا لعامان متتاليان، وعضو بلجنة الفلسفة بالمجلس الأعلى للثقافة بمصر منذ عام 2008م، عضو اللجان الاستشارية بمكتبة الإسكندرية عن الفلسفة والديانات منذ عام 2008م
وقام بتدريس مواد الفلسفة الإسلامية في كُلِّيَّة الألسن «جامعة عين شمس»، كُلِّيَّة التربية جامعة قناة السويس، الآداب جامعة طنطا، الدراسات العربية والإسلامية بجامعة الفيوم، الآداب والتربية بجامعة المنوفية يلقي محاضرات على طلاب الدبلوم بمعهد البحوث والدراسات العربية بالقاهرة منذ عام 2014.
شغل «مدكور» منصب الأمين العام لمجمع اللغة العربية بالقاهرة منذ نوفمبر عام 2016م ومنصب الأمين العام لاتحاد المجامع اللغوية العلمية العربية منذ عام 2017م.
وشغل منصب الأمين العام لمجمع اللغة العربية بالقاهرة منذ 2016 م وعضو بمجمع اللغة العربية بالقاهرة منذ 2003م وعضو بلجنة الفلسفة بالمجلس الأعلى للثقافة بمصر منذ عام 2007م ورئيس اللجنة العلمية لمركز تحقيق التراث بدار الكتب المصرية منذ 2018م، وعضو لجنة النشر بدار الكتب المصرية منذ 2018 م، وعضو سابق بلجنة الفكر الإسلامي بالمجلس الأعلى للشؤون الإسلامية بمصر ومقرر لجنة الفلسفة والديانات بمكتبة الإسكندرية.
الإنتاج العلمي للدكتور عبد الحميد مدكور
قدم دكتور عبد الحميد مدكور للمكتبة العربية أكثر من 18 كتابًا راجع 6 كتب 3 منها مترجمة وله 70 بحثا علميًا تم نشرهم، وكتب مصطلحات الفلسفة الإسلامية للجنة الفلسفة بمجمع اللغة العربية
شارك دكتور عبد الحميد مدكور وأشرف على موسوعات علمية متعددة منها : «الفرق والمذاهب في العالم الإسلامي، التصوف الإسلامي»، «العقيدة الإسلامية»، «مصطلحات الأخلاق»، «موسوعة المفاهيم الإسلامية العامة»، «دائرة سفير للمعارف الإسلامية»، «موسوعة أعلام الفكر الإسلامي».
المؤلفات … عدد كبير من الكتب والمؤلفات العلمية
قدم الأستاذ الدكتور وعالم اللغة العربية عبد الحميد مدكور مؤلفات عدّة منها.. أبو طالب المكي ومنهجه الصوفي، رسالة الماجستير 1972م، الولاية عند محيي الدين بن عربي : رسالة الدكتوراه 1980م دراسات في علم الأخلاق 1990م، في الفكر الإسلامي مقدمات وقضايا 1993م، تحقيق الجزء الثاني والثالث والرابع والخامس من كتاب «مدارج السالكين» لابن قيم الجوزية : تقديم وتحقيق وتعليق نشره دار الكتب والوثائق القومية، دراسات في العقيدة الإسلامية (عقيدة إسلامية)، 2000م، نظرات في التصوف الإسلامي (الصوفية)، 2001م، تمهيد لدراسة علم الكلام، 2003م
تحقيق قوت القلوب لأبو طالب المكي بالاشتراك، طبع بالهيئة المصرية العامة للكتاب في أربعة مجلدات 2007
أدواره الأكاديمية والتحكيمية
أشرف وناقش العديد من رسائل الماجستير والدكتوراه في عدد من الجامعات والكليات، وحكَّم العديد من البحوث والأعمال لمجلات علمية محكَّمة داخل وخارج مصر.
أسهم عبد الحميد مدكور في وضع وتطوير وتحكيم مناهج بعض الأقسام العلمية في الكليات التي عمل بها، لمستوى البكالوريوس والليسانس، ومستوى الدراسات العليا، وهو عضو الهيئة الاستشارية لمجلة الشريعة والدراسات الإسلامية ومجلة «اللسان» التي تصدر في موريتانيا.
ودكتور عبد الحميد مدكور، عضوًا بلجنة التحكيم جائزة الشيخ علي آل ثاني الدولية بقطر، وجائزة أحمد كانو بالبحرين، وجوائز التميز والتفوق العلمي بجامعة الأزهر الشريف، وجائزة مبارك للدراسات الإسلامية بمصر، وجائزة التشجيعية لجامعة الكويت وجائزة مركز السيرة والسنَّة بقطر لعام 2013م وجوائز التميز والتفوق العلمي بجامعة الأزهر وجامعة الزقازيق والمجلس الأعلى للثقافة.
ثمار الرحلة
نال الأستاذ الدكتور عبد الحميد مدكور العديد من التكريمات في المحافل منها جائزة عبادة في العلوم الاجتماعية.
عبد الحميد مدكور.. شجرة تمد جذورها عميقًا في تربة التراث
وهكذا، في عالمٍ يتسارع نحو المجهول، ويكاد ينسى جذوره في غمرة البحث عن المستقبل، يقف الدكتور عبد الحميد مدكور، كشجرة باسقة تمد جذورها عميقًا في تربة التراث، بينما تُطل أغصانها على آفاق العصر الحديث.
ولم يكن مجرد أكاديمي يجمع الألقاب والمناصب، لكنه رجلٌ آمن بأن الحضارات لا تُبنى بالحجارة والحديد فحسب، وإنما بالكلمة الأصيلة والفكر النير، عاشق للغة العربية، أدرك أن من يفقد لغته يفقد هويته، ومن يهجر تراثه يصبح غريباً في أرضه.