الثلاثاء 9 سبتمبر 2025

عرب وعالم

يورونيوز: خطاب حالة الاتحاد الأوروبي لحظة الحساب لرئيسة المفوضية لأورسولا فون دير لاين

  • 9-9-2025 | 15:46

أورسولا فون دير لاين

طباعة
  • دار الهلال

يأتي خطاب حالة الاتحاد الأوروبي لهذا العام في وقت حرج للغاية بالنسبة لرئيسة المفوضية "أورسولا فون دير لاين"، التي تواجه معارضة متزايدة من أعضاء البرلمان الأوروبي.

وذكرت شبكة "يورونيوز" الاخبارية في نشرتها الفرنسية اليوم /الثلاثاء/ في تقرير لها أنه عندما تلقي "فون دير لاين" خطاب حالة الاتحاد الأوروبي التقليدي في قاعة البرلمان الأوروبي صباح غد الأربعاء (10 سبتمبر الجاري)، ستجد نفسها في موقف لم تعتد عليه: الهشاشة.

وعلى الرغم من أنها لم تكن معروفة تقريبا عند انتخابها عام 2019، نجحت رئيسة المفوضية الأوروبية في بناء صورة كقائدة موثوقة وفعالة، قادرة على قيادة الاتحاد عبر المياه العكرة، رغم كل الصعاب.

وشهدت استجابتها لجائحة "كوفيد-19" قيام حكومتها بمهام غير مسبوقة لشراء لقاحات لـ 450 مليون مواطن، وتخصيص صندوق للتعافي قائم على إصدار ديون مشتركة.

وقد عززت العملية العسكرية الروسية لأوكرانيا مصداقيتها، مما جعلها واحدة من الأصوات الرائدة على الجبهة الغربية ضد هذه العملية.

وفي نهاية عام 2022، صنفت مجلة /فوربس/ "أورسولا فون دير لاين" كأقوى امرأة في العالم، وهو لقب احتفظت به منذ ذلك الحين. وفي العام الماضي، أُعيد انتخابها بأغلبية ساحقة، حيث حصلت على 401 صوت لولاية ثانية، وهو عدد يفوق توقعات المراقبين.

ولكن في غضون أشهر قليلة، تراجعت شعبيتها بشدة، وسط اتهامات وانتقادات من مختلف الأطياف السياسية. وبلغت المعارضة ذروتها في شهر يوليو الماضي، عندما اضطرت "أورسولا فون دير لاين" للدفاع عن رئاستها ضد اقتراح بسحب الثقة قدمه أعضاء البرلمان الأوروبي من اليمين المتشدد.

وقالت لهم: "أدرك أن هناك أعضاء ربما لم يوقعوا على هذا الاقتراح، لكن لديهم مخاوف مشروعة بشأن بعض القضايا التي يثيرها وهذا أمر طبيعي تماما وإنه جزء من ديمقراطيتنا، وسأكون دائما مستعدة لمناقشة أي قضية يرغب هذا المجلس في معالجتها، استنادا إلى الحقائق والحجج".

ومع ذلك، لا يبدو أن هذا الانفتاح قد أثمر: إذ يجري حاليا تقديم اقتراحين منفصلين لسحب الثقة، من اليسار الراديكالي واليمين المتطرف.

وقال "فابيان زوليج" المدير التنفيذي لمركز السياسة الأوروبية إن "أورسولا فون دير لاين تواجه مهمة دقيقة في خطابها عن حالة الاتحاد".. مشيرا إلى أن الاضطرابات الداخلية في العديد من الدول الأعضاء، مثل فرنسا، تزيد من تعقيد الوضع.

وأضاف أن "أفضل ما تأمله هو الحفاظ على استقرار الوضع، لذا من غير المرجح أن يحقق خطاب حالة الاتحاد هذا الأجندة الطموحة المطلوبة".

ويسود استياء واسع النطاق داخل البرلمان من رئاسة "أورسولا فون دير لاين".

وشن حزب الشعب الأوروبي، وهو حزبها السياسي، هجوما شاملا لتقويض التشريع المعتمد كجزء من الصفقة الخضراء، والذي تدافع عنه أورسولا فون دير لاين بشراسة. بل إن حزب الشعب الأوروبي ذهب إلى حد التحالف مع قوى اليمين واليمين المتطرف لتحقيق هذا الهدف، مما أثار غضب الاشتراكيين والليبراليين والخضر، الذين يرون في هذا التحالف غير الرسمي انتهاكا للوعد الذي قطعته أورسولا فون دير لاين خلال حملة إعادة انتخابها.

وفي ذلك الوقت، رفضت الرئيسة السعي إلى "تعاون منظم" مع اليمين المتطرف، وهو مطلب رئيسي للتقدميين لكسب أصواتها. ولكن حزب الشعب الأوروبي، غير الملزم بإعلانه، استغل زخم تبسيط اللوائح التنظيمية، الذي لاقى ترحيبا حارا من الدول الأعضاء، للارتقاء بأجندته المناهضة للصفقة الخضراء إلى مستوى أعلى.

وأدى هذا الصراع الأيديولوجي إلى تفتيت التحالف الوسطي المؤيد لأوروبا، والذي كان من المفترض أن يرسخ ولاية "أورسولا فون دير لاين" الثانية. وعندما طرحت تشكيلتها الجديدة من المفوضين للتصويت في البرلمان، كانت النتيجة 370 صوتا مؤيدا، أي أقل بكثير من 401 صوتا حصلت عليها قبل بضعة أشهر.

وأثار إحجام الاتحاد الأوروبي عن فرض عقوبات على إسرائيل بسبب حربها على غزة غضب أعضاء البرلمان الأوروبي اليساريين، ودفع "تيريزا ريبيرا" نائبة رئيس المفوضية، إلى الانشقاق علنا. ولكن اتفاقية التجارة بين الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة هي التي أشعلت فتيل الأزمة حقا.

وبموجب شروط الاتفاق، الذي أتمته "أورسولا فون دير لاين" خلال اجتماع فردي مع الرئيس الأمريكي "دونالد ترامب" في اسكتلندا، فإن الغالبية العظمى من المنتجات المصنعة في الاتحاد الأوروبي والموجهة إلى السوق الأمريكية تخضع لرسوم جمركية بنسبة 15%، في حين أن معظم المنتجات الأمريكية الموجهة إلى سوق الاتحاد الأوروبي معفاة من الرسوم الجمركية.

وعلاوة على ذلك، تعهد الاتحاد الأوروبي بإنفاق 750 مليار دولار على الطاقة الأمريكية، واستثمار 600 مليار دولار في الاقتصاد الأمريكي، وشراء رقائق ذكاء اصطناعي أمريكية بقيمة 40 مليار دولار بحلول نهاية ولاية الرئيس ترامب. ولم تقدم الولايات المتحدة أي التزام مماثل.

ونظرا للولاية القضائية الحصرية للمفوضية الأوروبية على السياسة التجارية، فإن اللوم في هذه الاتفاقية غير المتوازنة للغاية يقع إلى حد كبير على عاتق "أورسولا فون دير لاين"، مما يلحق الضرر بما كان حتى الآن أعظم رصيد لها: سمعتها كمديرة أزمات ماهرة.

من جانبها، اعربت "ناتالي توتشي" مديرة معهد الأعمال الدولية (IAI) عن اعتقادها بأن المسئولية يجب أن تشارك فيها الدول الأعضاء، التي "قوضت" القدرة التفاوضية للسلطة التنفيذية من خلال التحدث علنا للدفاع عن مصالحها الفردية.

وصرحت ليورونيوز بأن "المشكلة تكمن في الطريقة التي أضعفت بها القومية المتنامية في أوروبا وصعود اليمين المتطرف أجندة الاتحاد الأوروبي التكاملية بشكل جذري - ومن الواضح تماما، وبحكم التعريف تقريبا، أن هذا هو ما تعالجه المفوضية".

وأضافت أنها "تعتقد بأنه من الظلم إلقاء اللوم على أورسولا فون دير لاين وحدها في هذه الصفقة، لأنها، من نواح عديدة، ضحية سياق سياسي أوسع. يمكن القول إنها لا تبذل جهدا كافيا لمعالجة هذا الوضع، ولكن هناك حدود لما يمكنها فعله".

أخبار الساعة

الاكثر قراءة