تحل اليوم ذكرى رحيل الموسيقار الكبير رياض السنباطي، أحد أعمدة الموسيقى العربية وعملاق النغم الشرقي، الذي ترك بصمة لا تنسى في تاريخ الفن العربي، بصوته العذب وعوده الذي لا يخطئ النغم، صاغ ألحانا خالدة لأم كلثوم وعبد الحليم حافظ وغيرهما من عمالقة الغناء، وارتبط اسمه بثقافة واسعة جعلت موسيقاه مزيجًا فريدا بين الفكر والإبداع.
ولد السنباطي عام 1906 في دمياط، وتفتحت موهبته مبكرًا متأثرًا بوالده الذي كان يغني في الأفراح، لينتقل إلى القاهرة ويلتحق بمعهد الموسيقى العربية حيث بزغ نجمه سريعًا حتى عُيّن أستاذًا لآلة العود. ومنذ ذلك الحين، صار واحدًا من أبرز صُناع الألحان في مصر والعالم العربي.
كان يرى أن الملحن لا يكتفي بالموهبة وحدها، بل يحتاج إلى ثقافة ومعرفة تجعل اللحن أكثر عمقا وتعبيرًا. لذلك كان دائم القراءة لشعراء كبار مثل أحمد شوقي وعلي محمود طه وأحمد رامي، واعتاد إعادة تلحين الأغنية أكثر من مرة حتى يخرج بلحن يليق بالكلمات ويخلّدها في الذاكرة.
وفي لقاء نادر، كشف أنه لحّن قصيدة «أراك عصي الدمع» بأكثر من أسلوب، مؤكدًا أن سر تميزه يكمن في «التطور داخل إطار المعقول»، وأن الثقافة هي التي تمنح الملحن القدرة على التجديد والإبداع.
رحل السنباطي في مثل هذا اليوم من عام 1981 إثر نوبة قلبية.