رأت صحيفة "لوموند" الفرنسية إن الضربة التي نفذتها إسرائيل في قطر في محاولة لاغتيال القيادة السياسية لحركة حماس في الدوحة في التاسع من سبتمبر، تظهر أن القوة المستخدمة بلا حدود وفي تحد للقانون الدولي، أصبحت اللغة الوحيدة للدولة العبرية .
وقالت "لوموند" ـ فى افتتاحيتها ـ إنه بمحاولتها، في التاسع من سبتمبر، والتي يبدو أنها فشلت ، اغتيال القيادة السياسية لحماس في الدوحة، بينما كانت تدرس اقتراحًا أمريكيًا لوقف إطلاق النار، أكدت الحكومة الإسرائيلية أن وقف القتال في غزة وإطلاق سراح الرهائن المحتجزين في القطاع ليس من أولوياتها.
ورأت الصحيفة أن اغتيال القائد السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية في طهران في 31 يوليو 2024 كان مؤشرًا على أن أي قائد للحركة لن يكون في مأمن من هجمات إسرائيل. لكن رد الفعل في قطر، رغم محاولة الائتلاف الإسرائيلي الحاكم تبريره بأنه رد على هجوم إرهابي في القدس في اليوم السابق، ينذر بنهاية الدبلوماسية، ولفترة طويلة قادمة.
ورأت الصحيفة أن المفاوضات أثبتت تفوقها على التحركات العسكرية بينما يدخل العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة عامه الثالث قريبًا. وفي ظل تمسكه بموقفه المتشدد، الذي أكسبه عزلة دوليةً متزايدةً لا يكترث لها، يبدو التحالف الإسرائيلي عاجزًا عن قبول أدنى تسوية، مهما كلف ذلك الإسرائيليين المحاصرين في غزة.
واعتبرت "لوموند" أنه باستخدامه الاقتراح الأمريكي الأخير كطُعم، تلاعب بنيامين نتنياهو مجددًا بإدارة دونالد ترامب، دون أن تحمله الأخيرة مسئولية ذلك. كان رد فعل البيت الأبيض، الذي اعتبر أن هذا القصف الإسرائيلي الجديد لدولة ذات سيادة من الناحية النظرية زارها الرئيس الأمريكي في الربيع "لا يحقق أهداف إسرائيل أو أمريكا"، في الواقع بمثابة إنكارٍ مدوي. لقد أثبتت حملة القصف الإيرانية في يونيو، بالتزامن مع المفاوضات بين الإيرانيين والأمريكيين بشأن برنامج طهران النووي، أن بنيامين نتنياهو هو من يتولى زمام الأمور في الشرق الأوسط، ودونالد ترامب يتبعه.
وهذه الموافقة الأمريكية مثيرة للقلق بشكل خاص، إذ أصبحت القوة، المستخدمة بلا حدود وفي تحد للقانون الدولي، اللغة الوحيدة التي تستخدمها الدولة العبرية، التي تقصف لبنان، بالإضافة إلى اليمن، بشكل شبه يومي، رغم شروط وقف إطلاق النار الذي قبلته، وسوريا التي تخوض مع ذلك مرحلة انتقالية حساسة.
واختتمت "لوموند" بالقول ليست الموافقة الأمريكية العامل الوحيد محل الخلاف. فمن بين الدول التي أدانت بالإجماع سلوك إسرائيل كدولة مارقة في 9 سبتمبر، من يجرؤ على استخلاص عواقب سياسية ودبلوماسية؟ ومع ذلك، يعلم الجميع ما يعنيه ذلك لقطاع غزة. لن تصل إبادة هذا القطاع وتدميره إلى مستوى جديد إلا إذا اكتمل الهجوم الإسرائيلي على المدينة التي تحمل الاسم نفسه، والذي يروج له بنيامين نتنياهو منذ أسابيع. ومع ذلك، فإن هذا لا يقدم أدنى إجابة على السؤال الملح ماذا سيحدث في "اليوم التالي".