الجمعة 12 سبتمبر 2025

فن

في ذكرى رحيله.. محطات من حكاية بليغ حمدي ووردة الجزائرية

  • 12-9-2025 | 02:59

بليغ حمدي ووردة الجزائرية

طباعة
  • ندى محمد

تمر اليوم ذكرى رحيل الموسيقار الكبير بليغ حمدي، أحد أبرز أعمدة الموسيقى العربية في القرن العشرين، الذي ارتبط اسمه دائمًا بالإبداع، وبقصة حب شهيرة جمعت بينه وبين الفنانة الجزائرية وردة، لم تكن مسيرته الفنية منفصلة عن حياته الشخصية، بل تداخلت الألحان مع العواطف، ليُكتب واحد من أنجح وأشهر الثنائيات في تاريخ الفن العربي.

بدأت الحكاية في أوائل الستينيات، حينما قدم بليغ لوردة أجمل ألحانها مثل "العيون السود" و"حكاية حب"، ومع مرور الوقت، تحولت الشراكة الفنية إلى قصة حب كبيرة، تُوجت بالزواج في مطلع السبعينيات.

ورغم ما شاب العلاقة من خلافات أدت لاحقًا إلى انفصالهما عام 1979، ظل التعاون الفني قائمًا، ليمنحنا ما يقارب 150 لحنًا شكلت مشوار وردة الغنائي ورسخت في وجدان الجمهور.

قدمت وردة مع بليغ أغانٍ متنوعة، عاطفية ووطنية، من بينها "أحبك فوق ما تتصور"، "على الربابة"، "ليالينا"، "والله يا مصر زمان"، "حلوة بلادي السمرا" وغيرها من الروائع، وصولًا إلى أغنية "بودعك" التي لم تكن مجرد أغنية، بل أشبه بصرخة وداع مليئة بالحب والعتاب والحزن.

كتب بليغ كلماتها الأولى أثناء غربته بعد اتهامه في قضية غامضة بباريس، ثم أكملها الشاعر منصور الشادي، ولحنها بليغ وأرسلها لوردة، لتغنيها لاحقًا وكأنها تعلن وداعًا أخيرًا لعلاقتهما.

قصة زواجهما لم تخلُ من المواقف المثيرة، فبعد أيام قليلة من الزفاف، وقع خلاف بينهما في شارع الهرم حين كان بليغ يقود سيارته بطريقة متهورة، فطلبت وردة منه التوقف وأصرت على العودة بسيارة أجرة، وقتها أنزلها بليغ من السيارة في منتصف الليل، وكان المنقذ هو العندليب عبد الحليم حافظ الذي اصطحبها إلى بيته قائلاً لها: "مش قلتلك بلاش تتجوزيه؟".

هكذا ظلت علاقة بليغ ووردة بين حب جارف وخلافات لا تنتهي، لكن ما بقي خالداً هو الألحان التي ولدت من هذه القصة، ألحان حملت في طياتها العاطفة والصدق، فخلدت الحب رغم الانفصال، وظلت شاهدة على ثنائية موسيقية وإنسانية لا تتكرر.

أخبار الساعة

الاكثر قراءة