قال الدكتور محمد عباس ناجي، الباحث في الشئون الإيرانية
بمركز الأهرام للدراسات السياسية، إن الاحتجاجات الشعبية في إيران والمستمرة منذ أسبوع
تقريبا بدأت لأسباب اقتصادية وأنها عابرة للقوميات العديدة التي يتكون منها المجتمع
هناك، مضيفا أن الأقليات دورها في هذا الحراك محدود فلم يشارك فيها سوى الأكراد والأحواز.
وأوضح في تصريح لـ«الهلال اليوم» أن قومية الأذريين والتي
تعتبر ثاني أكبر مجموعة عرقية في إيران بعد الفرس لم يشاركوا في هذه الاحتجاجات، مضيفا
أن التحرك الشعبي كان نتيجة لتردي الأوضاع الاقتصادية وغلاء المعيشة وضياع أموال المدخرين
في شركات وبنوك أفلست وعجزت عن سدادها لهم مرة أخرى.
وأضاف ناجي أن عرب الأحواز هم الأقلية الأكثر تعرضا للقسوة
والقمع في إيران ورغم أن مناطق النفط موجودة لديهم إلا أنهم لا يحصلون على أية امتيازات
فضلا عن تردي حالتهم المعيشية والاستغلال والإهمال مثل تحويل مجرى بعض الأنهار لمناطق
أخرى دون أن يستفيدوا منها وكذلك الأكراد يطالبون بحكم ذاتي والاستقلال.
وأشار إلى أن هذه المطالب فضلا عن الأوضاع الاقتصادية السيئة
هي سبب مشاركة الأحواز والأكراد في هذا الحراك الشعبي، مستبعدا فكرة نجحا هذا الحراك
في إسقاط النظام الحاكم وأنه إن استمر فسيحاول خلق ترضية اقتصادية للشعب كله وليست
سياسية لهذه الأقليات فلن يتغير الوضع بالنسبة لها.