في مثل هذا اليوم، 19 سبتمبر 1926، وُلد العالم الفيزيائي الياباني ماساتوشي كوشيبا بمدينة تويوهاشي بمحافظة آيتشي، والذي يعد أحد أعمدة الفيزياء الفلكية الحديثة، وممن ساهموا في كشف أسرار الكون عبر دراسة الجسيمات الأولية، وعلى رأسها النيوترينو .
رحلة علمية بدأت من طوكيو وانطلقت إلى العالم
درس كوشيبا في جامعة طوكيو، ثم حصل على درجة الدكتوراه من جامعة روتشستر في نيويورك عام 1955، عاد إلى اليابان ليشغل منصب أستاذ الفيزياء في جامعة طوكيو، ثم أستاذًا فخريًا لاحقًا، كما درّس في جامعة توكاي بين عامي 1987 و1997.
النيوترينو.. الجسيم الشبح الذي كشفه كوشيبا
منذ عشرينيات القرن الماضي، افترض العلماء أن الشمس تُنتج جسيمات تُسمى النيوترينوات نتيجة تفاعلات الاندماج النووي، لكن هذه الجسيمات كانت تُعتبر شبه مستحيلة الكشف بسبب ضعف تفاعلها مع المادة.
في الثمانينيات، بنى كوشيبا كاشفًا ضخمًا تحت الأرض يُدعى Kamiokande II داخل منجم زنك في اليابان، وهو عبارة عن خزان ماء هائل محاط بأجهزة استشعار تلتقط ومضات الضوء الناتجة عن اصطدام النيوترينوات بجزيئات الماء، وبفضل هذا الابتكار، تمكن من تأكيد وجود النيوترينوات الشمسية، كما رصد عام 1987 نيوترينوات ناتجة عن انفجار نجم خارج مجرة درب التبانة.
الإنجاز الأكبر: إثبات تغير نوع النيوترينو
في عام 1996، أطلق كوشيبا كاشفًا أكثر تطورًا يُدعى Super-Kamiokande ، والذي قدم أدلة قوية على أن النيوترينوات يمكن أن تتحول من نوع إلى آخر أثناء حركتها، وهو اكتشاف قلب مفاهيم الفيزياء الجسيمية وأثبت أن لها كتلة، خلافًا لما كان يُعتقد سابقًا.
جائزة نوبل للفيزياء
في عام 2002، حصل كوشيبا على جائزة نوبل في الفيزياء ، مشاركةً مع الأمريكي ريموند ديفيس جونيور والإيطالي ريكاردو جياكوني، تقديرًا لأبحاثهم الرائدة في الفيزياء الفلكية، وخاصة في إثبات وجود النيوترينو الكوني.
بعد نيله جائزة نوبل، أسس كوشيبا مؤسسة تعليمية عام 2003 لدعم تعليم العلوم للشباب، مؤمنًا بأن المعرفة يجب أن تُنقل للأجيال القادمة.
توفي ماساتوشي كوشيبا في 12 نوفمبر 2020 عن عمر ناهز 94 عامًا، في أحد مستشفيات طوكيو، بعد مسيرة علمية حافلة تركت بصمة لا تُمحى في تاريخ الفيزياء.