الأربعاء 24 سبتمبر 2025

ثقافة

الشاعر الفلسطيني محمود درويش حاضرًا في مؤتمر حل الدولتين

  • 23-9-2025 | 14:38

الشاعر محمود درويش والرئيس الفرنسي ماكرون

طباعة
  • دعاء برعي

في خطوة تاريخية حملت دلالات سياسية وإنسانية شهد لها العالم أجمع، سجل الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون اعترافًا رسميًا بدولة فلسطين، خلال كلمته أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك.

وأكد ماكرون خلال كلمته أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك أن قرار اعتراف فرنسا بدولة فلسطين جاء دعمًا لسلام عادل ودائم في الشرق الأوسط، وانسجامًا مع التزام باريس بالقانون الدولي وحقوق الشعوب في تقرير مصيرها.

واستحضر ماكرون كلمات الشاعر الفلسطيني محمود درويش قائلًا: "على هذه الأرض ما يستحق الحياة.. على هذه الأرض سيدة الأرض، أم البدايات أم النهايات. كانت تُسمّى فلسطين، صارت تُسمّى فلسطين. سيدتي: أستحق، لأنكِ سيدتي، أستحق الحياة:".

وشكل اقتباس الرئيس الفرنسي ماكرون ربطًا بين الاعتراف السياسي والبعد الإنساني والثقافي للقضية الفلسطينية، وجاء مؤكدًا أن الاعتراف ليس دبلوماسيًا فحسب، إنما هو اعتراف بالهوية والحق والكرامة.

قال تلك الكلمات الشاعر الكبير محمود درويش في قصيدته "على هذه الأرض"..

"على هذه الأرض"

علَى هَذِهِ الأَرْض مَا يَسْتَحِقُّ الحَياةْ: تَرَدُّدُ إبريلَ, رَائِحَةُ الخُبْزِ فِي
الفجْرِ، آراءُ امْرأَةٍ فِي الرِّجالِ، كِتَابَاتُ أَسْخِيْلِيوس، أوَّلُ الحُبِّ، عشبٌ
عَلَى حجرٍ، أُمَّهاتٌ تَقِفْنَ عَلَى خَيْطِ نايٍ, وخوفُ الغُزَاةِ مِنَ الذِّكْرياتْ.
عَلَى هَذِهِ الأرْض ما يَسْتَحِقُّ الحَيَاةْ: نِهَايَةُ أَيلُولَ، سَيِّدَةٌ تترُكُ
الأَرْبَعِينَ بِكَامِلِ مشْمِشِهَا, ساعَةُ الشَّمْسِ فِي السَّجْنِ، غَيْمٌ يُقَلِّدُ سِرْباً مِنَ
الكَائِنَاتِ، هُتَافَاتُ شَعْبٍ لِمَنْ يَصْعَدُونَ إلى حَتْفِهِمْ بَاسِمينَ, وَخَوْفُ
الطُّغَاةِ مِنَ الأُغْنِيَاتْ.
عَلَى هَذِهِ الأرْضِ مَا يَسْتَحِقُّ الحَيَاةْ: عَلَى هَذِهِ الأرضِ سَيَّدَةُ
الأُرْضِ، أُمُّ البِدَايَاتِ أُمَّ النِّهَايَاتِ. كَانَتْ تُسَمَّى فِلِسْطِين. صَارَتْ تُسَمَّى
فلسْطِين. سَيِّدَتي: أَستحِقُّ، لأنَّكِ سيِّدَتِي، أَسْتَحِقُّ الحَيَاةْ.

محمود درويش

ولد درويش في 13 مارس 1941م، وهو أحد أبرز الأصوات الشعرية التي عبّرت عن القضية الفلسطينية وحملت معاناة الشعب الفلسطيني إلى العالم من خلال شعره.

كتب محمود درويش أول قصيدة له في سن مبكرة جدًا، وسجل اسمه بحروف من نور في ديوان الشعر العربى واحتل مساحة كبرى من الذائقة العربية الشعرية حتى وفاته في مشورع لعبت فيه القضية الفلسطينية الدور الأكبر وجعلته في القلب لدى جمهور الشعر العربي.

ومثّل الشعر لدى درويش قضية أمة تعرضت للمحن والانتهاكات وتخلى عنها الكثيرون، بل شكك البعض في وجودها، فدون أبناؤها تاريخ معانتها شعرًا وسردًا، وكان درويش أحد أهم من سجلوا قضية فلسطين عالميًا ليعرفها القاصى والدانى.

كتب محمود درويش أكثر من 30 ديوانًا شعريًا ونشر العديد من المقالات التى تتناول قضايا الوطن والغربة والهوية، واستخدم اللغة بأسلوب مبتكر يجمع بين البساطة والعمق، مما جعل شعره مفهومًا وقويًا في آن واحد، ومن أشهر قصائده "سجل أنا عربي"، و"جدارية"، و"عاشق من فلسطين"، و"على هذه الأرض ما يستحق الحياة"، و"أحن إلى خبز أمي".

تُعد فرنسا أكبر وأقوى دولة أوروبية تعلن اعترافها بدولة فلسطين، لتنضم بذلك إلى أكثر من 142 دولة سبق أن اتخذت هذه الخطوة، وفقًا لإحصاءات وكالة الأنباء الفرنسية. وقد قوبل الإعلان الفرنسي بترحيب فلسطيني واسع، حيث وصف نائب الرئيس الفلسطيني حسين الشيخ القرار بأنه "يمثل التزام فرنسا بالقانون الدولي"، موجّهًا الشكر للرئيس الفرنسي وللسعودية على جهودهما المشتركة.

 

 

 

أخبار الساعة