قال الدكتور محمد صادق إسماعيل، مدير مركز الفكر العربي للدراسات السياسية والاستراتيجية، إن الأرقام الصادرة مؤخرًا عن المفوضية السامية لشؤون اللاجئين والتي تشير إلى وجود 49 مليون طفل نازح حول العالم، هي أرقام "صادمة"، وربما تكون أقل من الواقع نظرًا لوجود عدد كبير من الأطفال الذين يفرّون من بلدانهم بطرق غير شرعية ولا يتم تسجيلهم رسميًا.
وأضاف خلال مداخلة هاتفية مع الإعلامية هدير أبو زيد، ببرنامج "كل الأبعاد"، على قناة إكسترا نيوز، أن الأسباب وراء هذه الظاهرة متعددة، من أبرزها الكوارث الطبيعية، الحروب والصراعات المسلحة، الاضطرابات السياسية، ووجود جماعات إرهابية تستغل الأطفال والنازحين في أعمال غير قانونية مثل الإرهاب والجريمة المنظمة.
وأشار إسماعيل إلى أن وتيرة النزوح ارتفعت بشكل ملحوظ بعد الثورات العربية في 2011، وما تبعها من انفلات أمني في بعض الدول، مما زاد من معاناة الأطفال والنازحين، الذين وجدوا أنفسهم في بيئة غير مستقرة سياسيًا أو اقتصاديًا.
كما لفت إلى أن الدول الأوروبية بدأت منذ فترة تتعاون مع دول شمال إفريقيا من أجل الحد من الهجرة غير الشرعية، موضحًا أن أوروبا تعتبر هذه الهجرة تهديدًا مباشرًا لأمنها القومي، وتسعى لضبطها من خلال التنسيق الإقليمي وتقديم بعض أشكال الدعم، وإن كان غير كافٍ.
وحول خطط المفوضية، أشار إسماعيل إلى أن الحلول المطروحة تشمل توفير الإعاشة والإقامة المؤقتة، إعادة الأطفال إلى أوطانهم إن أمكن، وتسهيل دخولهم إلى دول أخرى بطرق شرعية، إلا أن نقص التمويل يبقى التحدي الأكبر الذي يعوق تنفيذ هذه الخطط بشكل فعّال.