السبت 27 سبتمبر 2025

تحقيقات

رسالة الرئيس السيسي من الدوحة.. كرة ثلج أوقفت التصعيد

  • 27-9-2025 | 11:47

الرئيس عبد الفتاح السيسي

طباعة

ما تزال أصداء كلمة الرئيس عبد الفتاح السيسي في القمة العربية الإسلامية الطارئة، التي عقدت في العاصمة القطرية الدوحة منتصف الشهر الجاري، تتواصل حتى اليوم، حيث اعتبر ضياء رشوان، رئيس الهيئة العامة للاستعلامات، أنها مثل "كرة الثلج" التي أدت إلى خفض حدة التصعيد في المنطقة، وتكاتف القوى الدولية والإقليمية، وعلى رأسها الولايات المتحدة الأمريكية، للحيلولة دون انزلاق الأوضاع إلى ما لا يُحمد عقباه.

وأضاف رشوان، في منشور عبر صفحته على موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك" اليوم، أنه رغم مرور نحو أسبوعين على كلمة الرئيس السيسي في قمة الدوحة، والتي وصف فيها إسرائيل بـ"العدو" جراء الممارسات الإجرامية التي تقوم بها حكومة "الخلاص التوراتي"، لم يُعقب أي مسؤول إسرائيلي على إنذار الرئيس السيسي، رغم ما سبقه من تحرشات واستفزازات إسرائيلية.

وعدّ رئيس الهيئة العامة للاستعلامات حالة التراجع الإسرائيلي نتيجة لإدراكهم ــ على حد تعبيره ــ لجدية الإنذار المصري، مشددًا على أن الدولة المصرية حريصة على معاهدة السلام طالما الطرف الآخر حريص عليها، وأن مصر لا تسعى إلى الحرب، لكن على الطرف الآخر أن يُدرك معنى الحرب، وأن الحروب الحديثة مختلفة تمامًا في أدواتها وأساليبها ونتائجها على الداخل في الدول المتحاربة، فضلًا عن الدور الكبير الذي تلعبه الجغرافيا في مساراتها.

 

كلمة الرئيس في القمة

وأكد الرئيس عبد الفتاح السيسي، خلال كلمته في القمة، ضرورة إنهاء الحرب الإسرائيلية الغاشمة في قطاع غزة، بما يقتضيه ذلك من محاسبة المسئولين عن الانتهاكات الصارخة، ووضع حد لحالة "الإفلات من العقاب" التي باتت سائدة أمام الممارسات الإسرائيلية.

وأوضح أن النهج العدواني الذي يتبناه الجانب الإسرائيلي يحمل في طياته نية مبيتة لإفشال كافة فرص تحقيق التهدئة، والتوصل إلى اتفاق يضمن الوقف الدائم لإطلاق النار، وإطلاق سراح الرهائن والأسرى، مشددًا على أن هذا التوجه يعكس غياب أي إرادة سياسية لدى إسرائيل للتحرك الجدي نحو إحلال السلام في المنطقة.

وأضاف الرئيس أن الانفلات الإسرائيلي والغطرسة المتنامية تتطلب من القادة العرب والمسلمين العمل معًا لإرساء أسس ومبادئ تعبر عن رؤيتنا ومصالحنا المشتركة، مشيرًا إلى أن اعتماد مجلس الجامعة العربية في دورته الوزارية الأخيرة القرار المعنون "الرؤية المشتركة للأمن والتعاون في المنطقة"، يمثل نواة يمكن البناء عليها وصولًا إلى توافق عربي ـ إسلامي على إطار حاكم للأمن والتعاون الإقليميين، مع وضع الآليات التنفيذية اللازمة للتعامل مع الظرف الدقيق الراهن، على نحو يحول دون الهيمنة الإقليمية لأي طرف أو فرض ترتيبات أمنية أحادية تنتقص من أمن الدول العربية والإسلامية واستقرارها.

وشدد السيسي على أن على إسرائيل أن تدرك أن أمنها وسلامتها لن يتحققا بسياسات القوة والاعتداء، بل بالالتزام بالقانون الدولي واحترام سيادة الدول العربية والإسلامية، مؤكدًا أن سيادة هذه الدول لا يمكن أن تُمس تحت أي ذريعة، وأن هذه مبادئ غير قابلة للمساومة.

ووجّه حديثه لشعب إسرائيل قائلاً: "إن ما يجري حاليًا يقوض مستقبل السلام، ويهدد أمنكم وأمن جميع شعوب المنطقة، ويضع العراقيل أمام فرص أي اتفاقيات سلام جديدة، بل ويجهض اتفاقات السلام القائمة مع دول المنطقة، وحينها ستكون العواقب وخيمة بعودة المنطقة إلى أجواء الصراع، وضياع ما تحقق من جهود تاريخية لبناء السلام ومكاسب تحققت من ورائه، وهو ثمن سندفعه جميعًا بلا استثناء. فلا تسمحوا بأن تذهب جهود أسلافنا من أجل السلام سدى، ويكون الندم حينها بلا جدوى".

وأكد الرئيس ضرورة تغيير المواقف العربية والإسلامية بحيث تتبدل النظرة العدائية تجاهها، مشيرًا إلى أن أي دولة عربية هي امتداد لمساحة جغرافية من المحيط إلى الخليج، وتحت مظلة متسعة لكل الدول الإسلامية والدول المحبة للسلام.

واختتم السيسي بالتشديد على أن هذه النظرة تتطلب قرارات وتوصيات قوية، والعمل على تنفيذها بإخلاص ونية صادقة، حتى يرتدع كل باغٍ ويتحسب أي مغامر.

أخبار الساعة

الاكثر قراءة