كشف المؤشر الدولي لاستدامة الوجهات السياحية العالمية (GDS) أن عاصمة فنلندا هلسنكي، احتلت المركز الأول على مستوى العالم، وذلك للعام الثاني على التوالي لكونها الوجهة السياحية الأكثر استدامة على مستوى العالم حيث إنها تواصل رفع معاييرها من خلال تحديد أفضل الممارسات في إدارة الوجهات المتجددة.
وقال "جاي بيجوود" الرئيس التنفيذي لـ GDS - حسبما ذكرت شبكة "يورونيوز" الإخبارية اليوم /الأحد/ - إنه من خلال العمل المناخي الجريء، واستراتيجيات الاستدامة الرائدة، والالتزام الراسخ بالشفافية، تظهر المدينة رؤية استثنائية".
وأضاف أن العديد من المشاريع المتعلقة بالاستدامة أسهمت في حصول /هلسنكي/ على هذا اللقب، فهي تقيس البصمة الكربونية للسياحة، وتروج لخارطة الطريق المناخية للمدينة في مجال السياحة، وتدعم شركات السياحة في مسيرتها نحو الاستدامة، كما يعد ضمان مشاركة السكان ورفاههم عاملا مهما في تطوير السياحة المستدامة.
من جهتها، قالت مديرة السياحة في هلسنكي "نينا فيسترينن" "نشجع السياحة مع مراعاة جميع جوانب الاستدامة، والحد من الآثار السلبية وزيادة الآثار الإيجابية.. والهدف هو ضمان أن تكون هلسنكي مكانا أفضل مما كانت عليه..كما أن استدامة المدينة كوجهة سياحية هي ثمرة تعاون العديد من المشغلين المختلفين،
وعلى سبيل المثال، ساعد العدد المتزايد من الشركات التي حصلت على شهادات بيئية، وزيادة إنتاج التدفئة والكهرباء في المناطق الصديقة للمناخ، المدينة على الوصول إلى قمة القائمة.
وأضافت "فيسترينن" أن ما يصل إلى 99 % من غرف الفنادق التي تضم أكثر من 50 غرفة في هلسنكي حاصلة على شهادات بيئية وهذا المستوى أعلى بكثير من نظيره في أوروبا عموما.. مشيرة إلى أنه بالمثل، يزداد عدد الوجهات السياحية، ومرافق الاجتماعات والمؤتمرات، ومنظمي الرحلات السياحية، وغيرهم الحاصلين على شهادات بيئية".
وصرحت "فيسترينن" بأنه بالنسبة لهلسنكي، من الضروري أن تكون الاستدامة شفافة، يجب أن تتجاوز الاستدامة مجرد "التضليل الأخضر" على مستوى التسويق، وهو ما تقتضيه تشريعات الاتحاد الأوروبي التي تتطلب إجراءات بيئية موثوقة وقابلة للتحقق".
وأكدت "فيسترينن" أن الاستطلاعات الدولية أظهرت أن عددا متزايدا من السياح يبحثون عن خدمات ووجهات سياحية أكثر استدامة".. قائلة إن الهدف الآن هو مواصلة تحسين معايير الاستدامة في هلسنكي.
وأوضحت أن "نسبة كبيرة من السياح الدوليين الذين يزورون المدينة يصلون بالقوارب أو الطائرات، ونحن ندرك تأثير ذلك على المناخ".. مضيفة أن "نتيجة لذلك، نهدف إلى جذب المزيد من السياح من فنلندا والمناطق الأوروبية المجاورة".
وفي شهر مارس الماضي، أصبحت /هلسنكي/ أول مدينة يزيد عدد سكانها على نصف مليون نسمة تحصل على شهادة "الوجهات الخضراء"، التي تلبي بعضا من أكثر المعايير صرامة في العالم.
وتعترف بهذه الشهادة من قبل المجلس العالمي للسياحة المستدامة (GSTC)، وتقدم اعترافا مستقلا بجهود الوجهة وإنجازاتها ومكانتها كمكان يهتم ببيئته وسكانه وثقافته.
ويعد 2025 عاما قياسيا للسياحة في هلسنكي، ووفقا لهيئة الإحصاء الفنلندية، ارتفع عدد الليالي التي قضاها السياح الدوليون بنسبة 19% في الأشهر السبعة الأولى مقارنة بالفترة نفسها من العام السابق.
وعلى سبيل المثال، كشف تقرير السفر المستدام لعام 2025 الصادر عن "بووكينج دوت كوم - Booking.com" أن أكثر من نصف المسافرين يدركون الآن تأثير السياحة على المجتمعات المحلية والبيئة.
وعبر 93% من المشاركين في الاستطلاع، الذي شمل آلاف الأشخاص عبر 6 قارات، عن رغبتهم في اتخاذ خيارات أكثر مسئولية، وقد اتخذوا بالفعل خطوات لتحقيق ذلك.
وأضافت الشبكة أنه بالإضافة إلى التسبب في أزمات سكنية وإرهاق البنية التحتية، تثبت السياحة المفرطة آثارها الكارثية على البيئة حيث تعاني عشرات الوجهات السياحية حول العالم من الآثار الإشكالية للسياحة المفرطة حيث اضطرت السلطات إلى تجربة تدابير تخفيفية مثل تحديد أعداد الزوار وتقييد الوصول إلى المواقع الطبيعية، ولكن بعض الوجهات نجحت في حماية نفسها من السياحة الجماعية بفضل عقود من استراتيجيات الاستدامة.
يذكر أن المؤشر الدولي لاستدامة الوجهات السياحية العالمية (GDS) هو تصنيف سنوي يستخدم 70 مؤشرا مختلفا لتحديد الوجهات السياحية الأكثر استدامة في العالم.