أكد السفير سوريش كيه. ريدي، سفير الهند لدى مصر، أن بلاده تثمن عالياً الدور البنّاء والمحوري الذي قامت به مصر في تسهيل الحوار ودفع جهود السلام قدماً، حيث كانت وساطة مصر ودبلوماسيتها المتوازنة ذات أهمية بالغة في معالجة الأزمة الإنسانية في غزة وتهيئة الظروف لخفض التصعيد.
جاء ذلك في الكلمة التي ألقاها السفير، اليوم الخميس، خلال الفعالية الافتتاحية لمعرض "الكلفة الإنسانية للإرهاب"، والتي نظمتها سفارة الهند.
وقال إن أهمية هذه المناسبة الجليلة تزداد لكونها توافق الثاني من أكتوبر، ذكرى ميلاد المهاتما غاندي، الذي يُحتفل بها باعتبارها "اليوم العالمي للاعنف".
وشدد على أن الإرهاب يعد آفة عالمية لا تعترف بالحدود، ولا تستثني مجتمعاً، وتتحدى قيم الإنسانية.. لافتاً إلى أن الإرهاب ليس فقط جريمة بحق الأبرياء، بل هو أيضاً عقبة جسيمة أمام السلام والاستقرار والازدهار.
وأضاف السفير الهندي أنه بالنسبة لدول مثل بلادنا، الساعية لبناء نمو شامل وفرص لشبابنا، فإن الإرهاب يمثل عقبة تقف أمام تحقيق آمالنا نحو غدٍ أفضل.. مذكرا بأن هجوما إرهابيا مروعا على السياح الأبرياء في "باهلجام" بكشمير وقع في 22 أبريل 2025، وكان ذلك اعتداءً مباشراً على المجتمع المسالم والاقتصاد المحلي في كشمير، الذي كان يتعافى بسرعة من دوامة العنف ويحقق نمواً تجاوز 10% بميزانية تتجاوز 4 مليارات دولار أمريكي.
وأشار إلى أن مصر وقفت موقفاً قوياً في الدعم والتضامن مع الهند، وأدانت الهجوم بأشد العبارات، حيث بادر السيد الرئيس عبدالفتاح السيسي بالاتصال برئيس الوزراء ناريندرا مودي في اليوم التالي للهجوم. كما تحدث وزير الخارجية الدكتور بدر عبدالعاطي مع وزير الشؤون الخارجية الهندي الدكتور سوبرامانيام جايشانكار، مؤكداً تضامن مصر مع الهند.
وذكر أن مصر عانت تماما مثل الهند، من التبعات الخطيرة للإرهاب على مدى عقود من الزمان. وقد قامت الحكومة المصرية بالعديد من الجهود الناجحة لمكافحة الإرهاب؛ وبجانب الحكومة والأجهزة الأمنية، لعب كل من الأزهر الشريف ودار الإفتاء المصرية دوراً محورياً في مواجهة الفكر المتطرف وتعزيز قيم السلام والوئام في المجتمع.
وأكد أن الهند ومصر توليان أهمية كبيرة للتعاون الثنائي في مجال مكافحة الإرهاب، حيث زار وفد برلماني رفيع المستوى من الهند، يضم خمسة وزراء سابقين، مصر في يونيو الماضي، حيث لقي حفاوة كبيرة.
واجتمع الوفد بوزير الخارجية المصري، والأمين العام لجامعة الدول العربية، ورؤساء لجان الشؤون الخارجية في مجلس الشيوخ ومجلس النواب، والمجلس المصري للشؤون الخارجية، وعدد من الشخصيات البارزة الأخرى، حيث تبادلوا معهم الرؤى حول تعزيز عزمنا المشترك لمكافحة الإرهاب.
وشدد على أن الهند تتبنى موقفا ثابتا يقوم على العديد من المبادئ في دعم التطلعات المشروعة للشعب الفلسطيني، وقد رحب رئيس وزراء الهند ناريندرا مودي، بإعلان خطة السلام الشاملة لإنهاء الصراع في غزة، معرباً عن أمله في أن تتوحد جميع الأطراف المعنية لدعم هذا الجهد لإنهاء النزاع وتحقيق السلام.
وكانت الهند من أوائل الدول التي اعترفت بدولة فلسطين عام 1988.. كما قدمت الهند مساعدات إنسانية وتنموية لغزة والضفة الغربية على مدى السنوات، شملت الأدوية والمساعدات الغذائية والمنح الدراسية وبرامج بناء القدرات، إضافةً إلى المساهمات في وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا).
وبلغت قيمة المساعدات التنموية التي قدمتها الهند لفلسطين بمختلف أشكالها نحو 170 مليون دولار أمريكي عبر السنوات.
وأكد أن معرض اليوم يذكرنا بالكلفة الإنسانية المدمرة للإرهاب. ولكنه يذكرنا أيضاً بالبديل—طريق السلام والحوار واللاعنف.
وتابع: "ولا يمكن أن يكون التوقيت أكثر ملاءمة من الوقت الحالي".. مضيفا أنه في اليوم العالمي للاعنف، دعونا نتذكر أن اللاعنف ليس ضعفاً، بل هو أسمى تعبير عن القوة، وكما أظهر غاندي، فإنه قادر على تحريك الإمبراطوريات وتغيير مجرى التاريخ.