أكد الدكتور أحمد طه، رئيس الهيئة العامة للاعتماد والرقابة الصحية، أن سلامة المريض تعد حجر الزاوية في بناء أي نظام صحي متقدم ومستدام، والمعيار الأصدق الذي تُقاس به كفاءة المنظومات الصحية وقدرتها على تحقيق رسالتها الإنسانية، مشيرا إلى أن نجاح النظام الصحي لا يُقاس بعدد المستشفيات أو حجم الإنفاق، بل بقدرته على حماية المريض، وحمايته من الأذى أثناء تلقيه للعلاج والرعاية.
وأضاف، أن الهيئة العامة للاعتماد والرقابة الصحية تسعى بخطى ثابتة ورؤية واضحة، نحو إرساء منظومة متكاملة لحوكمة القطاع الصحي، ترتكز على الاستخدام الأمثل للموارد وترشيد الإنفاق دون الإخلال بأولوية تحقيق أعلى معايير الأمان والجودة، من خلال تطبيق المعايير الجودة الصادرة عن GAHAR والمعتمدة دوليًا، إلى جانب دعم المنشآت الصحية لبناء ثقافة مؤسسية تجعل سلامة المريض في قلب الرعاية الصحية المقدمة، بما يسهم في تعزيز الثقة بين المواطن ومقدمي الخدمة الصحية.
وأوضح الدكتور أحمد طه، أن احتفال هذا العام باليوم العالمي لسلامة المرضى، تحت شعار «السلامة تبدأ منذ البداية»، يحمل رسالة إنسانية تؤكد على أن الرعاية الآمنة يجب أن تُولد مع الطفل منذ اللحظة الأولى من حياته، من خلال توفير بيئة آمنة تحافظ على حياته وصحته في كل مراحل النمو والرعاية، مؤكدا أن سلامة المولود هي البداية الطبيعية لبناء جيل معافى، ومجتمع قادر، ووطن مزدهر.
جاء ذلك خلال انطلاق فعاليات الاحتفال باليوم العالمي لسلامة المرضى، والذي عقد تحت رعاية الدكتور خالد عبدالغفار، نائب رئيس مجلس الوزراء ووزير الصحة والسكان، وبحضور د.محمد عوض تاج الدين، مستشار رئيس الجمهورية لشئون الصحة والوقاية، د.أشرف حاتم، رئيس لجنة الشئون الصحية بمجلس النواب، والذي تم تنظيمه بالتعاون بين هيئة الاعتماد والرقابة الصحية ووزارة الصحة والسكان ومنظمة الصحة العالمية.
شهد المؤتمر حضور موسع لعدد من القيادات ورؤساء الهيئات الصحية والخبراء الدوليين والشخصيات البارزة في القطاع الصحي، من بينهم: د.مصطفي رفعت، أمين عام المجلس الأعلى للجامعات، د.هشام ستيت، رئيس هيئة الشراء الموحد والامداد والتموين الطبي، د.محمد لطيف، الرئيس التنفيذي للمجلس الصحي المصري، د.أحمد السبكي، رئيس هيئة الرعاية الصحية، د.عبلة الألفي، نائب وزير الصحة والسكان لشئون السكان، د.محمد حساني، مساعد وزير الصحة لشؤون مشروعات ومبادرات الصحة العامة، د.نعمة عبد، ممثل منظمة الصحة العالمية- مكتب مصر، مي فريد، المدير التنفيذي لهيئة التأمين الصحي الشامل, د.حسام صلاح، عميد طب قصر العيني، د.كوثر محمود، نقيب التمريض، د.أمال إمام، المدير التنفيذي للهلال الأحمر المصري، د. ياسين رجائي، مساعد رئيس هيئة الدواء المصرية.
وأشار الدكتور أحمد طه، إلى أن سلامة المرضى مسؤولية مشتركة بين جميع مكونات المنظومة الصحية من مقدمي الخدمة الصحية، وسلاسل الإمداد والتموين، إلى جانب واضعي السياسات وصانعي القرار بهدف حماية المريض من الخطر، وضمان استدامة الرعاية الآمنة والفعالة، ومؤكدا على أهمية الالتزام بالبروتوكولات العلاجية والإرشادات الإكلينيكية المبنية على الأدلة العلمية، لما تمثله من حماية من الأخطاء، بالمريض نحو أفضل النتائج العلاجية الممكنة.
وأشاد رئيس الهيئة، بما حققته المنظومة الصحية المصرية من خطوات نوعية في ترسيخ ثقافة سلامة المرضى، بفضل الدعم المتواصل من الرئيس عبدالفتاح السيس، والإرادة السياسية القوية التي وضعت الإنسان في صميم سياسات الإصلاح الصحي، مؤكدا أن التنسيق الوثيق بين جميع مؤسسات الدولة والجهات المعنية هو الركيزة الأساسية لبناء نظام صحي آمن ومتطور يتسق مع أهداف رؤية مصر 2030، ويجعل من الجودة والسلامة محورًا لكل إصلاح.
وخلال كلمته، أكد الدكتور خالد عبد الغفار، نائب رئيس مجلس الوزراء للتنمية البشرية ووزير الصحة والسكان، أن احتفال مصر هذا العام باليوم العالمي لسلامة المرضى يأتي ترجمةً لالتزام الدولة المستمر بتطبيق أعلى معايير الجودة والأمان في تقديم الخدمات الصحية، مشيرًا إلى أن تقرير منظمة الصحة العالمية الأخير خصص فصلًا كاملاً للإشادة بتجربة مصر في دمج مفاهيم سلامة المرضى ضمن منظومة الإصلاح الصحي الشامل.
وأوضح الوزير أن خطة الدولة لتحقيق هذه الأهداف تعتمد على أربعة محاور رئيسية تشمل البناء المؤسسي والتشريعي، وتنمية الكوادر البشرية، وإطلاق المبادرات العملية، واستشراف المستقبل بالبحث والابتكار
وأكد الدكتور خالد عبد الغفار أن هذه الجهود تأتي تنفيذًا لتوجيهات القيادة السياسية برئاسة فخامة الرئيس عبد الفتاح السيسي، الذي جعل صحة المواطن أولوية وطنية، مشيرًا إلى أن إشادة منظمة الصحة العالمية ليست غاية في حد ذاتها، بل مسؤولية تحفّز الجميع على مواصلة العمل لتحقيق مزيد من الإنجازات في سبيل بناء منظومة صحية آمنة وعادلة ومستدامة.
وأوضح د. محمد عوض تاج الدين، مستشار رئيس الجمهورية لشؤون الصحة والوقاية، أن منظومة الرعاية الصحية تقوم على مثلث المريض ومقدم الخدمة والمؤسسة الصحية، مؤكّدًا أن إدارة المخاطر تضمن السلامة النفسية والوقائية والعلاجية، وتعزز ثقة المرضى وصحة المجتمع واستدامة الرعاية.
وأكد د. أشرف حاتم، رئيس لجنة الشئون الصحية بمجلس النواب، أن القوانين والتشريعات تلعب دورًا محوريًا في ضمان سلامة المرضى، من خلال تحديد إطار قانوني واضح يُلزم جميع مقدمي الرعاية الصحية بتطبيق أعلى معايير السلامة والجودة، ولافتا إلى أن التشريعات تسهم في خلق بيئة داعمة للممارسات الوقائية والعلاجية الآمنة، بما يحمي المريض ويعزز ثقته في المنظومة الصحية.
وأشاد د.نعمة عبد، ممثل منظمة الصحة العالمية- مكتب مصر، بالخطوات الاستراتيجية المتكاملة التي اتخذتها الدولة المصرية لتعزيز سلامة المرضى، والتي شملت الإصلاح المؤسسي والتشريعي، ووضع الاستراتيجية الوطنية للصحة 2024-2030 التي جعلت الجودة وسلامة المرضى محورًا أساسيًا لتحقيق التغطية الصحية الشاملة، إلى جانب المبادرات الرئاسية لصحة الأم والطفل.
وعلى هامش المؤتمر، تم توقيع بروتوكول تعاون مشترك بين الهيئة العامة للاعتماد والرقابة الصحية ووزارة الصحة والسكان " الادارة العامة لسلامة المرضى"، بحضور الدكتور خالد عبدالغفار، نائب رئيس مجلس الوزراء ووزير الصحة والسكان، بهدف تعزيز جودة الرعاية الصحية وضمان أعلى مستويات سلامة المرضى، من خلال تنفيذ برامج تدريبية وتوعوية، وتنظيم فعاليات متخصصة، ودعم البحوث والدراسات، بالإضافة إلى تطوير نظم الإبلاغ وتحليل البيانات الطبية.
قام بتوقيع البروتوكول عن الهيئة الدكتور أحمد طه، رئيس الهيئة، وعن الوزارة الدكتور محمد حساني، مساعد وزير الصحة لشؤون مشروعات ومبادرات الصحة العامة.
وفي إطار دعم المنشآت الصحية وتشجيعها على تبني أفضل ممارسات الجودة وسلامة المرضى، تم بتكريم عدد من المستشفيات الصديقة لسلامة المرضى، تقديرًا لالتزامها بتطبيق اجراءات وبرامج تعزز بيئة الرعاية الآمنة، بما يسهم في الارتقاء بجودة الخدمات الصحية المقدمة للمواطنين، بالاضافة إلى تكريم المنشآت الصحية الحاصلة على الاعتماد من GAHAR، تقديراً لمشاركتها الفاعلة في تنظيم فعاليات ومبادرات خاصة بالاحتفال باليوم العالمي لسلامة المرضى 2025 داخل منشآتها.
كما تضمن مؤتمر سلامة المرضى عقد جلسات نقاشية لتبادل الخبرات بين الخبراء وصناع القرار، تناولت سلامة الأطفال حديثي الولادة والأطفال خارج الرعاية الصحية، ودور الهيئة في حمايتهم، إضافةً إلى محور "من السياسة إلى التطبيق" لربط تقارير الحوادث الطبية بسياسات سلامة المرضى وتعزيز جودة الرعاية الصحية.