مديرة المركز: النزيلات غالبيتهن يشتكين من عنف أُسَري..
وكثير من الحالات يحتجن إلى دعم نفسي.
إحدى النزيلات: مركز الاستضافة بمثابة "بيتي".. لأنه الأمن والأمان لكل سيدة
قصدته بعد تعرضها لعنف أسري!
لا يمكن أن تنسى ذاكرة أي زائر تلك الحديقة الجميلة التي
تحيط بالمبنى وتدخل البهجة والارتياح على أي نزيلة جاءت وهي باكية أو خائفة تبحث عن
مأوى في "مركز استضافة وتوجيه المرأة".. وفِي جانب من الحديقة تخطف أنظار الزائر تلك
"البرجولة" الخشبية التي تظلل الأمهات النزيلات وأبنائهن خلال لعبهم بالمرجيحة.
وفِي جولة داخل المركز تروي بحماس وداد بركات إبراهيم، مديرة
المركز، كيف استغرق تطوير البنية التحتية حوالي ٦ أشهر في النصف الثاني من ٢٠١٦ من
خلال التعاون بين وزارة التضامن و "un
woman "-هيئة الأمم المتحدة
للمرأة- ليدشن مرحلة جديدة حيث أصبح المركز يضم ١١ غرفة للنزيلات، منها غرفتين بثلاث
أسرة، أما باقي الغرف فهي مزدوجة، وملحق بكل غرفة حمام خاص، يضاف إليها غرفة استقبال
مخصصة للحالة خلال أول يوم لحين استكمال ملفها، ثم توجد غرفة للمشرفة وأخرى للأخصائية،
وثالثة للمعيشة وبها تلفزيون ومكتبة وأنتريه؛ هذا فضلا عن غرفة عبارة عن مكتب للإدارة
وأخرى للجهاز الإداري ومطبخ.
وتشير مديرة المركز إلى المشغل المخصص لتدريب النزيلات على
حرف الخياطة والكروشيه ويضم ثلاث ماكينات للخياطة، وأخرى للتريكو، وماكينة خامسة للتشطيب،
وتستطيع النزيلة أن تحصل على دعم لشراء ماكينة بالتقسيط فور انتهاء مدة الاستضافة بالمركز
و حل مشكلتها و العودة لعائلتها.
وتضيف:" أنهينا دورة تدريبية استغرقت أسبوعا بهدف تعليم
النزيلات كيفية تدوير بقايا الأقمشة وصناعة ملابس أطفال و(بونيهات) وأشياء أخرى من
قصاصات القماش؛ كما قمنا بتدريب السيدات على كيفية التعامل مع ماكينة الخياطة؛ وخصصنا
دورة ثالثة لتعليم النساء على عمل (البترون)"، وإن شاء الله ناويين نشغل المتدربات
في مصانع ووعدناهم بفرص عمل".
وعن الأطفال المصاحبين للأمهات النزيلات، قالت مديرة
المركز، إنه تم إلحاقهم بأنشطة الحضانة التابعة للجمعية حتى يفرغون طاقاتهم بشكل تربوي
مفيد.
ومن الملاحظ أن المبنى به تأمين جيد حيث توجد بوابة حديد
ويحيط بالأبواب والشبابيك حديد محكم فضلا عن الكاميرات.
وتصف مديرة المركز المكان بأنه يحظى بسمعة طيبة في محيطه
خاصة أنه يقوم بجلسات صلح بين النزيلات وكافة أطراف أسرهن، حيث أنه من بين ١٧٠٠ حالة
تم استضافتها منذ إنشاء المركز عام ٢٠٠٤ هناك ١٠ حالات فقط لجأت للمحاكم؛ وتروي كيف
أنها عقدت ٩ جلسات متتالية للصلح في حالة واحدة فقط وكللت في النهاية بالنجاح حيث عادت
النزيلة إلى بيتها وتعيش في هدوء منذ ثلاث سنوات دون تكرار للعنف من الزوج الذي كان
سببا في لجوئها للمركز.
و تشير مديرة المركز إلى إن جميع الأوساط الاجتماعية تلجأ
إلى المركز دون أن تقتصر على طبقة بعينها؛ وتضرب على ذلك مثلا لطبيبة لجأت للمركز وكانت
قد تعرضت لعنف جسدي من زوجها و هو بدوره طبيب، وفِي المقابل لجأت حالة للمركز، مستواها
التعليمي محدود وكانت تردد بعد جلسات نفسية "مكنتش أعرف إن الضرب عنف"..
حيث عاشت سنوات تتعرض للضرب وكأنه أمر معتاد من جانب الزوج!
وأوضحت مديرة المركز أن النزيلات غالبيتهن يشتكين من عنف
أُسَري سواء من الأزواج أو الآباء أو الأبناء وكثير من الحالات يحتجن إلى دعم نفسي
لذلك "نتعاون مع طبيب نفسي للتأهيل وهو ما يحسن الحالة ويجعلها أكثر استقرار
".
أما عن الحالة الصحية فيتم رعاية النزيلات وأطفالهن عن طريق
طبيبة تزور المركز مرتين على مدار الأسبوع للكشف عليهم والاطمئنان على حالتهن، ومن
الناحية القانونية، فإن المركز يوفر محامية للنزيلات لتقديم المشورة في هذا الجانب.
وفِي نهاية الجولة داخل مركز استضافة وتوجيه المرأة في المنصورة،
استأذنا المشرفين والنزيلات لتسجيل شهاداتهم،
وتسليط الضوء على قصص المعاناة التي أوصلتهن إلى المركز والخدمات التي استفدن
منها خلال تلك الأزمات.