مع اقتراب موسم دراما رمضان 2026، بدأت ملامح الخريطة الدرامية تتشكل بوضوح، لتكشف عن غياب لافت لعدد من كبار نجوم الصف الأول الذين طالما ارتبطت أسماؤهم بالمواسم الرمضانية خلال السنوات الماضية، وقدموا خلالها أعمالًا صنعت الفارق وحققت نسب مشاهدة ضخمة.
هذا الغياب يثير تساؤلات عديدة بين الجمهور والنقاد حول أسباب انسحابهم المؤقت من السباق، وما إذا كان الأمر ناتجًا عن رغبة في الراحة، أو استعداد لمشروعات جديدة أكثر طموحًا.
ويبدو أن الساحة الرمضانية المقبلة ستخلو من مجموعة من الأسماء الثقيلة التي كانت تشكل دائمًا عنصر الجذب الرئيسي للجمهور، لتفسح المجال لوجوه جديدة وتجارب شبابية قد تغير ملامح الموسم القادم.
البداية مع النجم أحمد السقا، الذي اختار أن يأخذ استراحة هذا العام بعد النجاح الكبير الذي حققه في رمضان الماضي من خلال مسلسل العتاولة 2. هذا العمل أعاد السقا إلى أجواء الأكشن الشعبي التي تميز بها في بداياته، وحقق نسب مشاهدة مرتفعة جعلته من أنجح أعمال الموسم.
ورغم الضجة التي صاحبت عرضه، إلا أن السقا قرر الابتعاد عن دراما رمضان 2026، مفضلًا التفرغ لمشروعات سينمائية جديدة يجري التحضير لها حاليًا، في خطوة تشير إلى رغبته في التركيز على تجارب أكثر عمقًا وثراء فنيًا بعيدًا عن ضغط الموسم الرمضاني.
أما النجم محمد رمضان، الذي لا يزال نجاحه في جعفر العمدة عام 2023 حاضرًا بقوة في ذاكرة الجمهور، فقد واصل الغياب عن الدراما الرمضانية للعام الثالث على التوالي. ورغم انشغاله بحفلاته الغنائية في مصر وخارجها، وبمشروعات فنية خارج إطار الموسم الرمضاني، فإن رمضان لم يعلن حتى الآن عن أي نية للعودة إلى الشاشة في 2026.
ويبدو أنه اختار التركيز على مسيرته الموسيقية وحضوره الجماهيري أكثر من ظهوره الدرامي، وهو ما ترك فراغًا واضحًا في قائمة نجوم رمضان الذين اعتاد الجمهور انتظار أعمالهم كل عام.
وبالنسبة للنجم كريم عبد العزيز، الذي تألق في رمضان 2024 بمسلسل الحشاشين، أحد أضخم الإنتاجات الدرامية التاريخية في السنوات الأخيرة، فقد قرر هو الآخر الابتعاد عن سباق رمضان هذا العام.
مسلسل الحشاشين كان علامة فارقة في مسيرته، إذ قدم من خلاله شخصية معقدة في عمل يجمع بين الأكشن والفكر والتاريخ، لكن كريم اختار التريث بعد هذا المجهود الضخم، مفضلًا دراسة أعمال جديدة قبل العودة مجددًا لجمهوره في وقت لاحق.
أما النجمة منى زكي، فغيابها عن دراما رمضان مستمر منذ النجاح الكبير الذي حققته في مسلسل تحت الوصاية عام 2023، والذي ناقش قضية شائكة تتعلق بحقوق المرأة في الوصاية القانونية على الأبناء. هذا العمل الذي أشاد به النقاد والجمهور على حد سواء، جعلها تتأنى في اختيار مشاريعها التالية، حيث لم تعلن حتى الآن عن مشاركتها في أي عمل رمضاني لعام 2026، رغم ترقب جمهورها الشديد لعودتها.
فيما تغيب النجمة أمينة خليل عن الموسم الرمضاني الجديد بعد أن شاركت العام الماضي في مسلسل لام شمسية، الذي تطرق لقضايا مجتمعية حساسة بأسلوب درامي متوازن ولغة بصرية راقية.
ورغم النجاح الذي حققته، فضلت أمينة هذا العام التوقف مؤقتًا وإعادة النظر في نوعية الأعمال التي تقدمها، في محاولة لتجديد نفسها فنيًا.